فلسطين والإعلام

فؤاد الحميري

 - يوم كان العالم العربي والاسلامي يغط في نوم عميق كانت ( فلسطين الخبر) ترفع الصوت عاليا في مواجهة ( جوهرجية السكوت ) محدثة - بصداها - حالة من اليقظة ال

يوم كان العالم العربي والاسلامي يغط في نوم عميق كانت ( فلسطين الخبر) ترفع الصوت عاليا في مواجهة ( جوهرجية السكوت ) محدثة – بصداها – حالة من اليقظة الشعورية لدى أطياف نخبوية من شعوب الامتين العربية والإسلامية محركة بوصلتهم في اتجاه المناصرة والإسناد لحركة المقاومة والتحرير الفلسطينية مع مواقف رسمية خجولة تصب – على ندرتها – في نفس الاتجاه . ومع الايام بدأ التوجه الرسمي ينحرف عن مسار المقاومة الى المداهنة والمساومة . متخليا عن مسحة الخجل التي سترت عورة قممه وقراراته وبياناته طيلة سنوات من الصراع .
ولأن العادة تولد البلادة فقد تحولت ( فلسطين الخبر ) الى مقطوعة مكرورة لا تثير ولا تستثير . خاصة بعد اغتيالها بخنجر المصطلحات الغائمة والألفاظ العائمة . ومضت الايام على هذا الركود والجمود حتى ظهرت ( فلسطين الصورة ) فعادت روح ( القضية ) تسري في جسد الامة وبدأت موجة جديدة من التعبئة الشعبية – لا الرسمية ولا النحبوية – باتجاه المقاومة متزامنة مع بروز تيارات مقاومة دفعت بدماء جديدة في شرايين ( القضية ) . فتعددت مسارات العمل النضالي وتجددت وسائله وأدواته . وما لبثت هذه الموجة أن توارت كأختها في غياهب التبلد العربي حيث بقيت ( فلسطين الصورة ) غالبا ( من الارشيف ) مما أرشف (القضية ) في نهاية المطاف .
ومع ظهور ( فلسطين مباشر ) عاد الزخم الجماهيري ليدفع بقوة في اتجاه مناصرة الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته الحقة . وأصبح العربي حيث كان – وعبر متابعته المستمرة للأحداث أولا بأول – جزءا لا يتجزأ من المشهد المقاوم . وتزامن الامر مع صعود لافت في الخط البياني للقدرة السياسية والعسكرية لحركات المقاومة الفلسطينية مما حول الموجة الثالثة من الدعم والمناصرة الى (تسونامي) إيجابي لم يقتصر أثره على المشهد الفلسطيني بل والعربي أيضا . ليصل الأمر مداه بظهور ( فلسطين التفاعلية ) حيث زالت الحواجز وذابت الحدود وأصبحت الجنسية ومتعلقاتها حكاية من كان يا ما كان . ولأن التواصل الشعبي العربي والإسلامي كان الحلقة المفقودة في مسار حركة التحرر الفلسطينية في ظل الأنظمة ( كاتمة الصوت والصورة ) فقد شكل الاعلام التفاعلي ثورة حقيقية في التواصل الشعبي كان من نتائجه حالة ( الجسدية ) الظاهرة بين فلسطين المقاومöة وشعوبنا الثائرة – رغم الجراح القطúرية النازفة هنا وهناك – فلا تتوجع غزة الا تداعى لها العرب والمسلمون بل والإنسانية “بالسهر والحمى” والدعم والمناصرة .. والتغيير .

قد يعجبك ايضا