الاختبارات الوزارية ما جدواها!!

رياض مطهر الكبسي

مقالة


 - تتواصل اختبارات الشهادتين الأساسية والثانوية في عموم مدارس الجمهورية بإشراف وزاري..
الاختبارات تؤدي في أجواء ملبدة.. والطلاب يبذلون أقصى ما يستطيعون..
في نهاية
ryadh_ma@yahoo.com
تتواصل اختبارات الشهادتين الأساسية والثانوية في عموم مدارس الجمهورية بإشراف وزاري..
الاختبارات تؤدي في أجواء ملبدة.. والطلاب يبذلون أقصى ما يستطيعون..
في نهاية الأسبوع قبل الماضي تم تأجيل اختبار مادتي الجبر والهندسة للقسم العلمي ومادة أخرى للقسم الأدبي بسبب اكتشاف تسرب أسئلة الاختبارات وهذا إجراء رقابي جيد خاصة إذا ما علمنا أنه تم إحالة المتهمين بذلك إلى النيابة العامة..
لكن هناك تساؤلا قد يكون غريبا نوعا ما ولكنه في الواقع حقيقة لا بد أن تطرق وأن توضع لها الحلول لماذا تكلف وزارة التربية والتعليم نفسها بإقامة اختبارات وزارية للشهادتين الأساسية والثانوية طالما أن مسألة تشكيل اللجان في كثير من مكاتب التربية بالمحافظات أو تعيين رؤساء اللجان يخضع للمحاباة والبيع والشراء وأصبحت رئاسة اللجان غنيمة ومغنما إذ يتم في اللجان فرق الطلاب مبالغ مالية من أجل تسهيل الأجواء والإجراءات أمامهم ليتمكنوا من الحصول على الغش وتبادل المعلومات فيما بينهم..
أيضا لماذا يضطر الطلاب للفرق وخاصة الطلاب المجتهدين.. البعض يقول إن العملية ليست عادلة إذ كيف يحصل الطالب غير المجتهد على المعلومة والإجابة بسهولة ودون تعب وقد يحصل على درجة أعلى منه بينما الطالب المجتهد يتعب وإذا لم يفرق مع زملائه تشدد عليه الرقابة!!
طبعا أنا لا أقول هذا الكلام اعتباطا أو تجنيا فهذا ما شاهدته وسمعته من طلاب ومراقبين أيضا..
ومجرد مرور عابر أو زيارة أو زيارات لمراكز اختبارية في مناطق وأماكن مختلفة يرسم لك صورة واضحة عن كيفية سير عملية الاختبارات إذ تجد تجمعات تحيط بالمراكز الاختبارية من كل الاتجاهات من أولياء أمور الطلاب أو ذويهم أو أصدقائهم الذين يرافقونهم بحثا عن طرق ووسائل ليمدوهم بالغش.. وحينها ستكتشف أن اختبارات النقل تتم بأجواء هادئة ورقابة أكثر من اختبارات الشهادتين الأساسية والثانوية أو كما تسمى الاختبارات الوزارية.. والمشكلة ليست وليدة بل تتكرر كل عام..
وطبعا لسنا هنا ضد إقامة الاختبارات الوزارية لكنه تساؤل حول وضع قائم لا يمكن نكرانه ولا بد من طرحه بحثا عن المعالجات.. ثم ما هي معايير تشكيل اللجان التي تقوم بعملية الرقابة على الاختبارات وهل هناك مبالغ مالية معتمدة للجان¿!
أحد رؤساء اللجان وهو يتحدث مع زميل له عن المغنم الذي يعود به قال: ما فيش فائدة إذ أننا نحتاج كل يوم حوالي (15) ألف ريال أجرة السيارة لنصل إلى المركز الاختباري!!
وزارة التربية والتعليم وهي معنية بالدرجة الأولى بهذا الأمر بل ومسؤولة عنه سعت وتسعى للحد من ظاهرة الغش وبتعدد نماذج الاختبارات في اللجنة الواحدة وأيضا طباعة الأسئلة في دفاتر الإجابة يمكن أنه قلل أو حد نوعا ما من تسرب أسئلة الاختبارات من القاعات وبالتالي حد من حل الاختبارات خارج القاعات وتسريب الغش إلى داخل اللجان وهذه خطوة إيجابية لكن ذلك لم يحد من عملية الغش التي تتم داخل اللجان!!
ومن الإنصاف القول إنه ليست وزارة التربية والتعليم تتحمل المسؤولية كاملة فالمسؤولية مشتركة فالمواطن وأولياء الأمور يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية فهم من يسعى لتسريب الغش لأبنائهم وكل همهم أن ينجح أبناؤهم بطريقة أو بأخرى وهم بذلك يغشونهم إذ لا يمكن أن يعرفوا مستوياتهم.. المسألة بحاجة لجهود وتعاون وتوعية للطلاب وأولياء الأمور بأن الاختبارات هي من أجل معرفة وتحديد مستويات الطلاب وليست تخويفا لهم أو تحديا لقدراتهم.. كما أن على الوزارة أن تحسم مسألة تشكيل اللجان ومسألة فروقات الطلاب وتسهيل الغش وتبادل المعلومات داخل قاعات الاختبارات.. وإلا ما جدوى إجراء الاختبارات الوزارية..!

قد يعجبك ايضا