رئيس يثق فيه العالم

كتب/المحرر السياسي


تستند الثقة العالية التي يوليها المجتمع الدولي رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي على أسس واقعية يكشف عنها على أرض الواقع أداؤه القيادي في التعاطي مع الشأن العام للدولة ومصداقيته ووضوحه مع مختلف الأطراف محليا وخارجيا ومن ثم فهي ثقة أكيدة وراسخة لم تأت من فراغ المجاملات البروتوكولية أو بدافع مكسب سياسي أو مادي من أي نوع.
وفي هذا السياق جاءت إشادة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالرئيس هادي قبل أيام لتؤكد حجم هذه الثقة التي يحظى بها الأخ الرئيس في نظر المجتمع الدولي تقديرا لجهوده الحثيثة والمتواصلة والجادة في إنجاح العملية الانتقالية وسعيه بحكمة واقتدار للتغلب على مشكلات البلاد المعقدة وخاصة ما يتعلق بوقوفه الحاسم والحازم في وجه الجماعات الإرهابية التي تهدد بجنونها أمن واستقرار البلاد والعالم.
ومن المؤكد أن النجاحات الباهرة التي حققها الأخ الرئيس منذ أن منحه ملايين اليمنيين أصواتهم تجعله جديرا بهذه الثقة العالية التي عبر عنها رئيس أكبر دولة في العالم فضلا عما عكسته كذلك تصريحات كثير من الدول الصديقة والشقيقة الأخرى من إشادات صادقة بمواقفه وجهوده المضنية في السير قدما بالبلاد نحو الخروج من أزمتها بصبر وشجاعة رغم حجم التحديات والعراقيل والتعقيدات المتنوعة التي تعترض مسار الانتقال السياسي.
وإذا كانت هذه النظرة الإيجابية لدى المجتمع الدولي إزاء جهود الأخ الرئيس وإزاء ما حققه اليمنيون عموما هي السائدة بامتياز فإن في ذلك حافزا كبيرا لكل الأطراف والقوى السياسية على الساحة الوطنية للالتفاف حوله ومساندته بإخلاص في سبيل تجنيب الوطن مخاطر الصراعات ودعمه بصدق لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي ستمثل في حال إنجازها الصورة المستقبلية الناصعة التي يريدها اليمنيون من دولتهم الوطنية الحديثة.
بل إن المسؤولية الوطنية تحتم على قيادات القوى والأحزاب أن تمنحه في هذا الظرف مطلق الثقة والتأييد بعيدا عن المناورات والمساومات والمحاصصات لكي تسهل له اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية والمعالجات اللازمة التي تلبي روح التوافق وتؤدي إلى تجاوز الخلافات والمناكفات وبما يحفظ مقدرات الوطن ويحقق بناء مؤسساته الجديدة تحت مظلة العدل وسلطة القانون.
إذ من غير المنطقي ولا المعقول أبدا أن يقدم أي طرف من الأطراف الشريكة في العملية الانتقالية بعد كل الجهود المبذولة والخطوات المنجزة على اختلاق العقبات أمام مسار التغيير السياسي أو يحاول التنصل من الالتزامات التي أقرها مؤتمر الحوار سواء من أجل الحصول على مكاسب حزبية أومذهبية أو شخصية على حساب مصلحة البلاد أو للنكاية بجماعة أو الانتقام من فئة.
ولعله من المناسب تذكير الجميع في هذا المقام أن دعم المجتمع الدولي سياسيا واقتصاديا وأمنيا وتوافقه غير المسبوق في شأن الحالة اليمنية وحرصه على تشجيع مسار العملية الانتقالية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار الكامل في اليمن كل ذلك يعني أنه لن يتغاضى إلى ما لانهاية عن مفتعلي الأزمات والعراقيل أشخاصا كانوا أو جماعات بل إنه سيدعم بقوة خيارات الشعب وقيادته في مواجهة أي تهديدات قد تحاول جر البلاد إلى مزالق الفوضى والعنف.
ومن المؤمل أن تجد هذه الرسالة آذانا مصغية لدى مختلف القوى المعروفة بأنانيتها ونقص إحساسها الوطني سواء تلك المستمرة في المقامرة بخيباتها للنيل من وحدة الشعب أرضا وإنسانا أو تلك الحالمة باستعادة ماضيها في التسلط والهيلمان أو تلك التي تعتقد أنها قادرة اليوم بقوتها وعنجهيتها على وأد المشروع الوطني الكبير الذي جاهد اليمنيون كثيرا – ولايزالون- في سبيل تحقيقه والانتصار له أملا منهم في حياة أكثر عدلا وحرية وديمقراطية وأكثر انتصارا لإرادة الإنسان التواقة إلى الإنجاز الحضاري الخلاق.

قد يعجبك ايضا