ولماذا نشجع إسبانيا..¿!
د. حسين العواضي
* الكتابة عن كأس العالم أجمل.. وأشهى.. وأنقى من الكتابة عن – المجانين – الذين لا يعقلون.. ولا يفلحون.. لا يريحون.. ولا يستريحون..!
* يستمتع العالم هذه الأيام بمتابعة بطولة كأس العالم يجد فيها ضالته البريئة المنشودة للهروب من جحيم الحروب والصراعات وغبار الدمار الذي ينثر الحزن في أكثر من مكان.
* منذ عام 1930م والبطولة المثيرة تكبر.. وتتسع.. تطول وتتطور.. تنثر البهجة والفرح تصنع النجوم.. وتنصب جسور المحبة والسلام بين البشر تذوب الألوان واللغات.. ويصغي الجميع إلى لغة الأقدام الراقية.
* تشد الرحال إلى بطولة الصفوة منتخبات تظفر بالمجد والذهب.. وأخرى تعود بالخسارة والخيبة والكل راض وسعيد فمجرد التأهل إلى النهائيات نصر وشرف لا يرقى إليه غير المثابرين.. والكبار.. والمجتهدين.
* ليست حكاية نقود ولا نفوذ.. وهل هناك أكثر من نقود العرب.. وحيلهم.. وفنونهم في شراء المدربين.. والمنظمين.. والحكام.. إنها حكاية.. وثقافة ليس لنا منها نصيب.
* ودعك من التفاصيل الكبيرة فإنها معروفة للجميع وكاتب رياضي متابع ومتخصص مثل – محمد العولقي – لن يترك لك غير القشور لأنه يسهر حتى وقت السحور.
* مستشفى شهير في العاصمة البريطانية أعلن عن انخفاض معدل الحالات المرضية النفسية أثناء المونديال وأبحاث أخرى أكدت انخفاض حوادث المرور وحالات الشجار بين الأزواج.
* مجانين العرب غير نقصد هنا السياسيين منهم فمع كل بطولة لكأس العالم تطير – الفيوزات – وترتفع درجة المناكفات.. والمؤامرات.. وأنظر حولك لا تجد ما يسرك.
* الفنانة الإماراتية أحلام فتح الله عليها وعندها عدد غير قليل من كرات الألماس الثمينة أعلنت عن تبرعها بواحدة لمنتخب الجزائر الشقيق إن فاز بكأس العالم.
* شوف الحذاقة.. والبخل.. والحماقة نتمنى الخير والتوفيق والتفوق لسفير العرب في البرازيل لكن – أحلام – تحلم في عز النهار.
* الانجليز اخترعوا لعبة كرة القدم.. وطوروها لكنهم أخفقوا في حصد ثمارها والمواطن الانجليزي المتعصب يسأل في كل بطولة: ما الفرق بين المنتخب الانجليزي وحبوب الشاي¿! ويجيب على نفسه: حبوب الشاي تبقى في الكأس لمدة أطول!
* الانجليز يخرجون من الأدوار الأولى ومع ذلك فإن كلبهم – بيكلز – من مشاهير كأس العالم إذ ضاع الكأس عام 1966م وجندت الشرطة نصف رجالها وأعلنت عن جائزة مقدارها 25 ألف جنيه ولم يعثر عليها غير الكلب الذي دخل التاريخ.
* وما علينا من الانجليزي.. اليمني كائن خرافي.. وعصبي أيضا إذ نشرت مقاطع في اليوتيوب لمغترب يمني في مدينة نيويورك ينهال على شاشة التلفاز طعنا.. وشتما.. لأن فريقه المفضل تعرض لخسارة مذلة ومدوية أمام هولندا.
* وقد يسأل أحد الأفارقة الفضوليين: ولكن لماذا يشجع اليمني منتخب إسبانيا¿ بيننا وبينهم نسب وحسب إذ استقرت القبائل اليمانية في ربوع أشبيليه.. وغرناطة.. وبلد الوليد.. وعندما اعتدوا على أبراج الكهرباء.. طردوهم من الأندلس إلى صحراء الربع الخالي.
* كأس العالم ليس مجرد بطولة لكرة القدم لكنه مهرجان كبير للتعارف والتآلف.. والعرب هناك حاضرون بقوة ولكن في الفنادق الفخمة والنوادي الليلية.
* ومن يفوز بالبطولة هذا العام.. السلاحف والزرافات.. والإبل اقتحمت لعبة التوقعات لترشح البرازيل صاحبة الأرض.. والتاريخ.. والجمهور.
* من عندي أجتهد.. وأخمن أن الفرق التي تلعب بذكاء.. أعصاب هادئة.. وسلوك رياضي رائع وخطط مجدية وأسلوب اقتصادي تدريجي ستفوز بالبطولة.. والحديث هنا عن إيطاليا.. وألمانيا.
* وبعد.. فإن اللاعبين الذين يرغبون في تسجيل أهداف نظيفة يستحمون قبل المباراة.. والفöرق المرشحة قد تخفق فيستقبلها الجمهور بالبيض والطماطم.
* وتذكروا أن الرياضة فوز وخسارة.. يوم لك.. ويوم عليك.. ورجاء يا ميسي لا تتقيأ هنا فهذا الملعب جديد.. والنص لرسالة ظهرت في المدرجات وجهها مشجع برازيلي غيور لنجم النجوم.. وفاكهة كل البطولات الكبيرة.