أظرف المقالح !!
عبد الرحمن بجاش

في مناسبة حميمة وعزيزة لـ( إرباك ) نشر خبرها في 8 يونيو 2009م قال أستاذي الكبير د . عبد العزيز المقالح أن معرفته بي تعود إلى ما قبل 20 عاما , ذاكرتي تقول أنني التقيت به في القاهرة ذات مساء من العام 78 فقد رافقت الخال علي مغلس وهو صديق حميم له , أتذكر جيدا وقد فتح الباب ورحب بنا بهدوئه ودماثته أنني اندفعت وأنا اسلم عليه قائلا : الرسمه التي على المؤلفات الكاملة توحي بما ليس في الواقع , ابتسم ورحب بنا , لأجلس إليه صامتا احتراما ومهابة لا تزالان إلى اللحظة والى ما لا نهاية عنوان علاقتي بالرجل الكبير , وأنا هنا لا أجامله فقامة هي قامة المقالح لا تحتاج إلي إذ ما الذي سأضيفه إلى هامته , بالعكس فالمستفيد دائما أنا …وأنا أزعم أنني من نوع من البشر يتعلم من الكبار ولا يتحرج أن يظل تلميذا طوال عمر الكلمة المكتوبة , تجدد القرب منه من لحظة أن دعاني صديقي الزميل الأستاذ إبراهيم المقحفي إلى مطعم فندق المخا عارضا علي تولي إدارة التحقيقات- كان ذلك في بداية الثمانينيات – في هذه الغراء , فقبلت, ليعينني الأستاذ يحيى العرشي عضوا بهيئة التحرير جنبا إلى جنب مع الزرقة والمساح والشرفي وحسين جبارة …لتبدأ رحلتي مع المقالح حيث كنا نذهب إلى البيت من أجل ( يوميات الثورة ) يخطها إبراهيم بخطه الجميل جدا وأساعده , نعود بها إلى المطبعة في شارع القيادة حيث كانت لا تزال دكاكين , تجمع وتصحح , وتسحب بروفة ترسل إليه يصححها , أيامها لم يكن هناك فاكس ولا كمبيوتر , تمر الأيام أتولى إدارة التحرير بعد إبراهيم ولأننا انتقلنا إلى المبنى الحالي فقد بدأ يرسلها بخطه بالحبر الأسود – لدي أصل بعضها – , أغيب عن الثورة في المجالس المحلية أعود محررا للبريد , أغيب مرة أخرى في أمانة العاصمة , أعود في 10 سبتمبر 96م , ليرسل يومياته بظرف من ذاك الأبيض مزينة حوافه بالأزرق والأحمر وموجه باسمي , كنت أقرأ يومياته قبل الجميع , وبكوني مديرا للتحرير كنت أوقع على كل مادة تنزل من عندي إلى الجمع إلا يومياته فلا أجرؤ, فقط اقرأ وادفع , ظلت تلك النوعية من الأظرف لمرحلة , كنت أتخلص منها حتى وردت إلى رأسي فكرة الاحتفاظ بها بمجيء الزميل محفوظ البعيثي مديرا لمكتب مدير التحرير الذي لا حظ اهتمامي بالسؤال عن الظرف , فبدأ يحتفظ بها في ملفي أسبوعيا , وبدأت أنا أكتب التاريخ عليها , من هذا النوع أمامي الآن ظرف كتبت عليه يوميات 15 أكتوبر 2002م , ظرف آخر ابيض أسفله خطوط ذهبية على جانبه الأيسر صقر air mail يمثل مرحلة أخرى , من مرحلة ثالثه ظرف يوميات 12 يوليو 2004م وكتب عليه ملاحظة وبنفس الحبر الأسود ( أرجو التوجيه بإتاحة مساحة صغيرة لأربعة سطور أضفتها في اليوميات ) , مرحلة أخرى بدأ يرسل في ظرف كاكي – أمامي ظرف يوميات 18 أغسطس 2009م , على جدار مكتبتي ثمة بروازين الأعلى لظرف أبيض وقد كتب عليه ملاحظة يبدي إعجابه بيوميات لي عنوانها ( عالم بلا عقل ) وتاريخ نشرها 16 مايو 2004م أشار إلى أننا ( قرأناها في المقيل أكثر من مرة ) ,البرواز الذي تحته ظرف على حافته العليا خطوط حمر وخط ازرق أكثر سمكا , تحت خط احمر سميك تحته مساحة مستطيله من الأزرق air mail,وعليه ملاحظة على يوميات لي في 10 سبتمبر 2003م كان عنوانها ( مكانني ظمآن ) كتبتها من وحي تكريم للفنان الكبير أيوب طارش ( أنها قطعة من الأدب الرفيع والفن الرفيع ) , من هذه الأظرف لدي الكثير احتفظ بها اعتزازا بصاحبها وجزء مهم من سيرته , وأتمنى أن أراها في يوم ما تحتل ركنا في متحف المقالح , لم لا نبدأ بتأسيسه من الآن ليكون فاتحة لمتاحف تحكي سير كبار الحرف والكلمة ….لم لا نرى هذا الآن ¿¿