يمن بلا سلاح
أحمد الكاف

لعل بلادنا تنفرد عن غيرها من بلدان العالم بخصوصية في تسمية الأشياء بغير مسمياتها خاصة في أمور هامة كالأمن والصحة والتعليم بل والخصوصيات الشخصية والذاتية أيضا فالقات مشتق من القوت والاسم الحقيقي قاتل فقد روي أن أحدهم طلب من صديقه بأن يشتري قات له فرد عليه اشتري قاتلي وقاتلك وهذا هو الصح قاتل الاثنين وهكذا أو نطلق على الكهرباء قهرباء وعلى الطبيب دك تور وعلى وعلى وعلى وهكذا دواليك.
بيد أننا نتباهى حتى بأدوات القتل والإبادة ووسائل إقلاق السكينة وأداة تصفية الحسابات فنقول على حمل السلاح زينة الرجال مع أن العلم والعقل هما زينة الرجال ونقول على إطلاق الرصاص في المناسبات وغير المناسبات فرحة وابتهاج وحتى في التحكيم القبلي والحل العرفي نقدم البنادق تحكيم مع أن التحكيم يأتي كجبر خاطر وتهيئة المناخ المناسب لطرح الحلول المناسبة لحل المشاكل وأيضا نصفöي حساباتنا في ما بيننا بالسلاح وليس بالحجج والبراهين والإقناع ونهدد بعضنا بعضا ليس بالهنجمة وإنما بتوجيه السلاح هكذا نحن دائما ونتساءل: إلى متى¿
وحقيقة الناس تتباهى بالعلم والمعرفة والإبداع والاختراع وبالشهادات العلمية العليا والتخصصات النادرة وطبعا نحن عكسهم تماما ولم نحاول مجاراتهم.
في بلادنا أداة القتل والدمار السلاح والذي يمثل أكثر من ضعفي عدد السكان فما بالك بإعداد الذخيرة فقد تجد مواطنا يمتلك ويختزن في داره المتواضع سلاحا وذخيرة ولا يجد في بيته الرز والدقيق وقد تجد فردا يتمخطر بسلاحه وذخيرته ولا يجد أو يحمل شهادة ولو تساعده علي محو أميته بل يتجه نحو الأمية بعينها.
طبعا مشاكل السلاح تطغى على مشاكل البطالة والاقتصاد مع أنهما السبب في التناحر والصراع ضحايا السلاح والاقتتال والعبث به أكثر من ضحايا الحوب في بلادنا طبعا ورغم سعينا نحو تحقيق يمن بلا سلاح إلا مسعانا تحطم على صخرة الواقع مرات ومرات وقانون حمل السلاح يدخل قبة البرلمان ويخرج يذكرنا بما تعلمنا في السبعينيات” دخلت سوسن خرجت سوسن”.
فمتى يتحقق لنا ولأجيالنا يمن بلا سلاح يمن لا صراع أو اقتتال.