الكثير من الروايات اليمنية بعيدة عن التطور!!
حاوره/ محمد القعود

الناقد والباحث عبدالله أحمد حسين, أكاديمي بجامعة البيضاء, حاصل على درجة الماجستير من جامعة ذمار, وكان عنوان رسالته “بناء الشخصية في الرواية اليمنية”, يسعى للحصول على الدكتوراه من جامعة تعز.
مهتم بالأدب الشعبي, جمع أكثر من أربعة ألف مثل شعبي من محافظة البيضاء, وسيصدر قريبا بعنوان “أمثال البيضاء … من الألف إلى الياء”, إلى جانب كتاب آخر عن “الحميد بن منصور”, جمع فيه ما يناهز الخمسمائة قول للحميد بن منصور مع دراسة مطولة عن الحميد وبعض الحكايات المأثورة عنه, وحياته وأقواله, وللباحث جهد في مجال تدوين الحكايات الشعبية حيث قام برصد أكثر من مائة حكاية شعبية متداولة في أنحاء محافظة البيضاء, بلهجتها الدارجة, وكثير من الزوامل والقصائد الشعبية المختلفة.
استطاع خلال الفترة الأخيرة أن يقدم الكثير من الدراسات والبحوث الجادة حول الرواية اليمنية ويضيف إلى نقد الرواية الكثير.
كان لنا معه اللقاء التالي حول الرواية اليمنية وهمومها:
حاوره/ محمد القعود
نقد الرواية
• يبدو أن الاهتمام بالأدب الشعبي يكاد يكون هو الغالب عليك, ومع ذلك نجد أنك اتجهت للتخصص الأكاديمي في دراسة الرواية.. لماذا هذا الاتجاه نحو الرواية¿
– الأدب الشعبي بالنسبة لي عالم سحري أخاذ لا يمكنني العيش بعيدا عنه, وذلك لارتباطي الشديد به منذ نعومة أظافري عن طريق جدي – رحمة الله عليه- , ووالدي – حفظه الله – الذين مثلا لي معينا ثرا من الحكايات والقصص والخرافات والحزاوي والزوامل والأشعار, وغير ذلك من المعارف الشعبية..ناهيك عن البيئة التي عشت فيها وما تزخر به من فنون الأدب الشعبي الأصيلة.
– أما اتجاهي للتخصص في دراسة الرواية ونقدها فهو لا شك مرتبط بميلي لهذا الفن الجميل, وما يمتاز به من مميزات لا يتمتع بها غيره من الفنون الأدبية الأخرى, فعن طريق الرواية يمكنك أن ترى وتلامس الكثير من جوانب الحياة اليومية في بلد من البلدان, وعن طريق الرواية يمكنك جس نبض هذا المجتمع أو ذاك وتشخيص بعض خصوصياته والكشف عن مشاكله, فالرواية عالم لا حدود له, صحيح أنها فن خيالي, ولكنها حتما ترتكز على واقع حقيقي ينعكس من خلالها بشكل من الأشكال.
• ولماذا اتجهت نحو الرواية بالذات دون سواها¿
– لاحظت أثناء دراستي التمهيدية للماجستير أن معظم الدراسات الأكاديمية اليمنية في مجال الأدب تتجه نحو الشعر بمختلف أنواعه وعصوره, فأحببت أن أسهم في تعزيز دراسة النثر وخاصة الرواية اليمنية التي لم تحض بما حضي به الشعر من اهتمام, فاتجهت نحو الرواية.
خطوة أولى
• مشروعك الحالي في إعداد أطروحة دكتوراه عن الرواية اليمنية, برأيك .. هل تستحق الرواية اليمنية أن تمنحها هذا الجهد¿
– ما أقوم به من جهد في دراسة الرواية لا أعده جهدا فما أنا إلا طويلب علم يتلمس طريقه في عالم الأدب والنقد, وما قدمته ليس سوى شيء بسيط أخجل أن أعرضه على الآخرين لما فيه من قصور أنا أدرى به من غيري, ولكنه سيكون بمثابة خطوة أولى محفزة لي في مشواري مع الأدب عامة والرواية بشكل خاص.
والحقيقة أن الأدب اليمني بصورة عامة لم يعط حقه من الدراسة والبحث, فما بالك بالرواية اليمنية التي لا تكاد تذكر كنظيراتها على المستوى العربي والعالمي, ألا تستحق منا التفاتة صادقة نحوها, لنعطيها بعض ما تستحق¿!
أحدث اتجاهات النقد الأدبي
• ما سبب اختيارك لـ”سيميائية العنوان في الرواية اليمنية” كموضوع لأطروحتك في الدكتوراه¿
– تعد دراسة العتبات النصية والنص الموازي والتناص من أحدث اتجاهات النقد الأدبي الحديث, والمتأمل في الدراسات الأكاديمية التي حظيت بها الرواية اليمنية سيجد أن الغالب عليها أنها اتجهت نحو دراسة المضمون, في حين اتجهت بعض الدراسات نحو الدراسة البنيوية للرواية اليمنية, ومن هنا رأيت أن تكون دراستي عن أهم العتبات النصية في الرواية وهو العنوان, لما لهذه العتبة من أهمية من جميع النواحي, ورأيت أن تكون الدراسة دراسة سيميائية لما تتحلى به السيميائية من سمات يفتقدها كثير من المناهج النقدية.
• وما الذي يمكن أن تضيفه هذه الدراسة إلى رصيد النقد الروائي اليمني¿
– إنها محاولة بسيطة من وجهة النظري للكشف عن جانب من جوانب الفن الروائي اليمنى, أرجو لها أن تحقق هدفها وأن يكون لها حضورها في مجال نقد الرواية اليمنية, فإن وفقت فلله الحمد أولا وأخيرا, وإن كان غير ذلك فيكفيني شرف المحاولة, والله من وراء القصد.
80 عاما من مسيرة الرواية اليمنية
• من خلال اطلاعك على مسيرة الرواية اليمنية خلال مشوارك العلمي.. ما الذي لفت نظرك في الرواية اليمنية, وما الخصائص الفنية التي اتسمت بها الرواية اليمنية خلال مراحل تطورها¿
– لعل أول ما يلفت النظر عند تتبع مسيرة الرواية الي