من على مقاعد الاحتياط !
مروان دماج

هذه دعوة متأخرة جدا لرجل بالأربعين للانضمام للمنتخب لذا طلبت من الزميل قاسم عامر ان يضعني علي قائمة الاحتياط .
وفي تشكيلة رفيعة تضم الاشموري والعواضي والصعفاني فان الحصول علي مقعد علي دكة الاحتياط امر ليس بالهين بالنسبة لرجل يعرف قدر نفسة.
والحقيقة اني كنت قد كتبت مقالين منذ ان طلب الزميل قاسم عامر مني ذلك وفقدتهما تباعا وانا احاول مرة اخري ان أفي بالوعد للزملاء في “الرياضة” في عجالة من امري وتحت إلحاح الوقت
في المقالة الاولي تحدثت عن صورة نادرة للكابتن علي محسن مريسي وجدتها علي احد مواقع التواصل الاجتماعي كان الكابتن علي محسن في شبابة الباكر يظهر مرتديا زي ضابط برتبة ملازم ثان ويبدو متخرجا حديثا من الكلية الحربية بمصر علي الأرجحفعقب الثورة التحق العديد من الشباب المتطوع في صفوف الثورة والحاصل علي قدر معقول من التعليم التحق بالكليات العسكرية المصرية انها صورة كاشفة لجانب غير معروف بالقدر الكافي من سيرة بطل شعبي.. كان علي محسن من المع نجوم كرة القدم في مصر الستينيات ولاجله صار اغلب اليمنيين من المشجعين المتعصبين لنادي الزمالك ومازال اغلبهم كذلك ربما الى ان انقسموا في السنوات الاخيرة بين البرشا والريال.
اذكر أن الكابتن علي محسن كانت تربطه علاقة صداقة بوالدي ..
كان يزور منزلنا في حي الزراعة بصنعاء مرارا وقتها كان مدربا للمنتخب الوطني وعندما توفي اطلق أسمة علي اكبر ملعب لكرة القدم بصنعاء في تصرف بديهي وقتها من مؤسسات الدولة لتخليد احد ابرز أبناءها هكذا كما تتصرف الدول والشعوب المعافاة تجاة رموزها فالدولة لم تسرق بعد والجمهورية لم يتم إفراغها من مضامينها الوطنية .
وهو ملمح ممتد من ملامح الثورة اليمنية فهذا ملعب الشهيد الحبيشي وهذا ملعب الشهيد الظرافي وملعب الشهيد الكبسي..
وهكذا المقال الاخر .. كان
حول هذا الجيل من الصحفيين الذي اختار الطريق المأمون للصحافة الرياضة خلافا لاغلب مجايليه الذين وصلوا للصحافة من باب السياسة وغالبا من مقاعد اليسار الملاحق والنكد.
أتذكر نحن ابنا تلك الأيام كنا مشجعين متحمسين ومتعصبين لفريق المدينة الخضراء نأخذ أماكننا بعيدا عن مدرجات الأهلي والوحدة في المدرجات المشاعة لمشجعي بقية الفرق .. كنا نحاول أن نسترق نظرة الي داخل كبينة التعليق التي كان يشغلها غالبا الاستاذ علي العصري.. أتذكر مرة أننا سرنا خلف محمد السحراني وبقية نجوم الفريق المحمولين علي أكتاف المشجعين الي باب اليمن .ونحن نلوح بفروع أشجار شارع عبد المغني في وقت كانت فيه الرايات عزيزة وتذكارات النادي عملة نادرة ..ما زلت أتذكر هؤلاء النجوم الكبار وقد كانوا نجوما حقا علي مدرجات الشهيد الظرافي العواضي بحذاء طويل العنق يعيق البنطلون والصعفاني يلف شالا حول رقبته مخططا علي الطريقة الإسكتلندية ٠
في وقت من الأوقات صار العواضي- خاصة عند تعينة وزيرا للإعلام – مثالا يحاول ان يقتفي خطاه الكثيرون لكن من اين لهم قدرة العواضي علي مد الصلات وبناء العمود الصحفي .
وها نحن وقد تناسل هذا الجيل نسخ مقلدة فعز ان تجد التحليل الحصيف او العمود الشيق.. او المقال الذكي عوضا عن التذمر والمبالغات وكل ما تحفل به الكتابة الرياضية هذه الأيام والتي صارت مباحة لكل من رفع شعار (الجوع كافر )بالاضافة الي اللقطات التي تسربت اليها من الصحافة الحزبية أثناء انغماسها في الصراع السياسي وكأن سوق الصحافة الرياضة لا يقبل الا العملة الرديئة٠
في الأخير ارجو المسامحة .. الكتابة علي مقاعد الاحتياط تخلق الضغائن كما ان الكتابة بدون كهرباء تبرز الوجه المظلم للحقيقة ..اعذروني.. في هذه العجالة اريد ان احيي آخر رؤساء تحرير لهذه الصحيفة العريقة الاستاذ محمد العولقي والأستاذ علي الحملي وبالتأكيد رئيس تحرير “الرياضة” العتيد الاستاذ عبد اللة الصعفاني وأشير الي جانب مهم يميز هؤلاء الثلاثة حتي يمكن ان يكونوا مثالا له هذا هو الاعتداد بالعمل الصحفي والنزاهة الشخصية التي طبعت مسيرتهم المهنية الحافلة والممتدة.
