(( قاهر الألم ))..
عبد الرحمن بجاش

العنوان امتياز للزميل العزيز والصديق الأعز صادق ناشر المهني المتميز,وقد استوليت عليه بدون سابق استئذان , باعتبار (الجيب واحد) كما يقول أهلنا الذين تربوا في عدن . بالأمس الأول وفور أن علمت بانتقال الرجل المحترم عثمان عبد الجبار إلى بارئه بادرت إلى حسابي في الفيس بوك وكتبت (( ويصر الوجع على أن يضيف إلى النفوس وجعا إضافيا , بانتقال الرجل المحترم إلى رحمة الله ….أنا حزين )), ولم أفاجأ بمساحة الحزن الكبيرة , فالرجل عامر في النفوس الخيرة وهي كثيرة , وان بدا الغثاء مسيطرا على المشهد !!! , وقبل حوالي الأسبوعين احتل الوجع نفوسنا بوفاة أخيه العلم الآخر محمد عبد الجبار راشد , وقد وفى وكفى زميلي وصديقي المهني المتميز هو الآخر عارف الدوش , فلم اكتب أنا باعتبار أن القلم واحد كما أقول أنا وعارف دائما فمن سبق مثل الآخر . عثمان عبد الجبار راشد احد الرجال الأكثر احتراما في هذه البلاد للنفس ومن قبل الناس , كونه احترم نفسه بنحت الصخر وتأسيس دولة لاحترام الذات والمعنى , وهي صفة للرجال لو تعلمون كم هي عظيمة لا يدركها سوى الرجال المحترمين والعظماء , مهما بدت الاتناك أصوات ضجيجها عاليا , لكنها في الأخير اتناك !!, أدرك أن صفة قاهر الألم لم يمنحها صادق لعثمان جزافا فقد استحقها لأنه ببساطه دارى ألمه وصمت احتراما للنفس كما أشرت , وفي مواجهة النسيان والتناسي وهما صفتان مذمومتان ترسختا في النفس العام لهذه البلاد بسبب الاتناك !! , مرض عثمان , جار الزمان على محمد , كلا الاثنين مارسا الصمت احتراما لتاريخ سياسي فذ , لسمعة تجارية رفيعة لا يعرفها ولا يعلمها سوى من أسسوا الفخر من الصفر , ولن أزيد , أرجعوا إلى موضوع عارف وسترون كيف هو المجد حين يؤسس له الإنسان دوله ولسيرتين عظيمتين !! . كم هو الأسف يعتصر النفس حين يذهب أمثال هؤلاء الرجال ولا تقرأ الأجيال سيرهم الذاتية , حتى لا يطغى الضجيج على المشهد فيضيع المبدعون من عرقوا وتعبوا ولم يمدوا أيديهم إلى حق الناس ولا للناس !! , وهاهو عثمان الرجل المحترم المسيرة والسيرة بهدوء الرجال الكبار يرحل , حتى أن أحدا لم يدر به إلا حين إعلان وفاته , لأن الضجيج يا قوم يكاد يصم الآذان , فلا نكاد نسمع أصوات المحترمين الكبار , من لا يمدون أيديهم , من لا يترددون على الأبواب , من لا يظلون يلتون ويعجنون ( نحن ) , وفي حالة عثمان وأي عثمان آخر على الطريق وفي البيوت الكثيرون نوجه السؤال من جديد : أين التأمين الصحي يا وزير الخدمة حفظا للكرامة¿¿ , ويا عبد الكافي , وفاروق , وعبد الحكيم , وبقية الأسرة والعائلة و الأعبوس حيث بزغ النور من هناك رجال أفذاذ : لكم ولنا كل العزاء , ولا عزاء لأي تنك …….