قطاع خاص يضطهد العمال..!
عبدالله الصعفاني
مقالة
* منذ بدء الخليقة..كان العمل شرفا,,امتهن آدم الزراعة ونوح النجارة وداود الحدادة وإدريس الخياطة وزكريا التجارة …وكان خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم يرعى الغنم لأهل مكة فضلا عن اشتغاله بالتجارة..
* وفي تاريخنا الإسلامي كثير من الحكايات والمواقف التي انتصرت للعامل والعمل ومقتت الكسل والاتكالية “أخوك خير منك”..”اذهب واحتطب” وعلى رأي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه”لحمل الصخر من قمم الجبال.. أحب إلي من منن الرجال”.
* ما سبق ليس سوى توطئة تمهد للعقول بأن الذين يعملون بزنودهم ليحصدوا الرزق الحلال هم أشرف الرجال وأحقهم بالتقدير والإجلال بما فيهم أولئك الذين ينتظرون في الجولات لفرصة عمل يومي قد لا تأتيهم لكنهم لا يملون من عرض أنفسهم لمن يطلبهم في عمل باليومي أو بالقطعة ..
* ولا يوازي هؤلاء في شرف الانتماء إلى العمل بشقيه العضلي والذهني إلا جحافل من عمال وموظفين أوقعتهم حظوظهم العاثرة مع الرزق في العمل مع أصحاب عمل لا يراعون في عباد الله ذمة..
* أصحاب العمل هؤلاء يقودون شركات ومصانع و مؤسسات و توكيلات لكنهم يستحضرون من البخل و الغرور ما يجعل مثلهم الأعلى إما أبطال كتاب الجاحظ أو إبليس وهو في لحظة “أنا خير منه ” غير مدركين أنه ما تجبر شخص إلا لعلة في نفسه..
* والخميس الماضي غادر عيد أخر للعمال دون أن يلتفت الى معاناة العمال اليمنيين مع أصحاب العمل ..وهذه المعاناة أما لقصور في قانون العمل أو لعدم تطبيق مواده,علاوة على انتشار نظرية سيئة السمعة أكدت وما تزال تؤكد أن القانون غير قابل للتطبيق في اليمن.
* وهم كاذبون..يتصور الكثير من أصحاب العمل أن الله سبحانه وتعالى خلق العمال محبة فيهم أو عبيدا لهم بدليل ما يمارسونه من التعذيب اليومي للعمال والموظفين إما بالعمل على فترتين ولساعات طويلة خارج المعايير القانونية – المحلية والدولية – وبصورة لا تراعي أن للإنسان حقوقه تجاه بدنه وعقله وأهله أو بمرتبات حقيرة وحوافز تهين جهود وعرق العمال..والويل والثبور للعامل والموظف إن وقع في خطأ بشري أو تأخر لدقائق أو كسر متاعا دون قصد..
* في الأيام القليلة الماضية اقتربت من عمال في أكثر من قطاع خاص فلم أجد إلا الشكوى من فجور أصحاب عمل وضآلة المرتب واستنزاف الجهود بطريقة تتناقض مع أبجديات الإنسانية والأخلاق فضلا عن نبرة الغرور والكبر وإجبار الموظف والعامل على خداع الزبائن خارج قواعد الأمانة .
* هذا الواقع غير الإنساني وغير الأمين دفع أكثر من عامل لأن يهمس لي بالتأكيد أنه سيغادر العمل مع أول فرصة أخرى تعطيه حقوقه وتحترم آدميته وتحول بينه وبين التدليس والغش والمبالغة في احتساب الأتعاب وأسعار قطع الغيار بتوجيهات من صاحب العمل يصاحب ذلك ساعات عمل إجبارية خارج قانون العمل وبأنظمة إدارية ومالية داخلية لا ترحم عاملا أو موظفا ولا ترفق بزبون قاده حظه العاثر للتعامل مع تلك الشركة أو ذلك الوكيل.
* ولا أعرف إذا كان من المفيد التساؤل عن معنى وجود قانون ينظم العلاقة بين العمال وأصحاب العمل وما إذا كان هناك نية لتطويره أو تنفيذه على الأقل..
* أيضا ليس من المؤكد ما إذا كان أصحاب العمل في جاهزية نفسية وضميريه للتراجع عما يمارسونه من الظلم تجاه العمال والموظفين ولو من باب التذكر بأن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن الحق قد ينام لكنه لا يموت وأن من يحقق أرباحا طائلة من وراء عرق عماله هو مطالب بإثبات إنسانيته والاعتراف بالوظيفة الاجتماعية لرأس المال.
* وأما وقد فاض الكيل بعمال وموظفين في قطاع خاص يمتهن جهود العاملين فيه ويعبث بأرزاقهم وبحقوقهم فليس أقل من أن أختم باستفهاميات .. من يضبط¿وما هي المرجعية المحترمة¿ثم ما أهمية عيد العمال إذا تحول إلى مناسبة للتذكير بأحزان لا تجد من يرفعها..