ملكة الليل

محمد المساح


 - قد تكون أليفة تأوي تحت سقف تحت سرير الأطفال في مساحة صغيرة لا تزيد عن ثلاثين سنتيمترا مربعا تلف نفسها على شكل جنيني وتضع رأسها على يديها وتغفو غفوتها اللذيذة
قد تكون أليفة تأوي تحت سقف تحت سرير الأطفال في مساحة صغيرة لا تزيد عن ثلاثين سنتيمترا مربعا تلف نفسها على شكل جنيني وتضع رأسها على يديها وتغفو غفوتها اللذيذة تلك الغفوة التي يغبطها البشر.
قد تكون متشردة÷ تتصعلك في الشوارع والأزقة تملك الحرية المطلقة في التجوال تجوب السقوف الواطئة تتسلق الأسوار تمرق من تحت الأبواب تدخل الصالات المفتوحة والأحواش ولقمتها أينما حصلت ستجدها بقايا فضلات عظام مجلوه تماما من لحمها مصفى تماما ستلاقيها مرمية أمام أبواب المطابخ المغلقة..
لا تتقيد بمواعيد لها النهار والليل كاملين لا أحد يسألها أين غلست ومتى بكرت.
في المدينة لا تخشى حراس والليل ولا العسس الطائف في الزاويا والأركان.
ذلك الحيوان الرائع.. بانقضاضاته الجميلة وهي تقفز قفزاتها الإنسيابية الرائعة على فريستها فتضربه بمخالبها وتصرعه.
تلك الانتظارات على مهل تحتفل بانتصارها وتبدأ ملا طفة الفريسة وبعد لأي تلتهمه ببطء لا عجل.
إنها ملكة الليل بلا منازع تتوج نفسها.. قد تموء مواء صارخا يجرح الليل أو يجمله ترتفع درجة المواء حين تبدأ رغبتها في فعل الحب تصنع تلك المقدمات والنهايات وهي تتمنع في البدء ثم تبدأ مطاردتها الوحشية للذكر أجمل ما فيها وهي تزاول الحب في الليل في الفضاء ليس من مميز أنها الخفية أو لعبة الازدواج لها في الصعلكة والألفة.. حيوان يجاورها في بعض جوانب حياتها.. وتجري أحيانا بينهما معارك شرسة حول أماكن الفضلات..ورغم ضخامته وجهر نباحه.. يظل يعمل لها ألف حساب.. في النادر أن دخلا معا في اشتباك حقيقي تجعله في الأخير ينسحب من ميدان المعركة مخذولا.
أمر قد يثير التساؤل ولم يطرح ربما أو تطرق إليه أحد كيف فاتت على أسلافنا والفئران تقرض جدران السد.. حينها لم يلتفتوا إلى هذا الحيوان الرائع كان كفيلا ربما بمنع حدوث تلك الكارثة.. وهي مسألة يقف المتسائل أمامها حائرا بالفعل.

قد يعجبك ايضا