ثلاث قصص جامحة جدا

خالد الحيمي

الحرب في استراحة قصيرة
لم تنته الحرب بعد هي فقط تلعق أصابعها بعد وجبة عشاء دسمة وتبحث عن مكان مناسب لتضطجع ريثما يتسنى لها التخطيط للخطوات القادمة . . غير بعيد يستلقي الموت بالقرب من المستنقع متخما بأرواح كثيرة ولكنه على الرغم من ذلك يعتصر ضفدعا صغيرا ويلتهمه. ثمة كهل يجهل من يكون يجلس تحت شجرة محترقة وطفل جائع يبحث عن شيء يأكله وجندي جريح يزحف بصعوبة بين الجثث المتناثرة والكثير من الأنين و . . صوت شخير الحرب.

قبيلة في قمقم
يحشر الشيخ قبيلته في قمقم ويأخذها معه إلى المدينة .. تنتظر القبيلة اللحظة المناسبة وتتسلل خارجا وتذهب لتلعب كرة القدم في الملعب المجاور لكنها تمنى بخسارة فادحة فتخرج تجر أذيال الخيبة والجمهور الغاضب لا يتوقف عن مطاردتها و قذفها بالحجارة والبيض الفاسد وأنواعا مختلفة من السباب ولا يتركها إلا خارج أسوار المدينة.. تجلس القبيلة منهكة القوى بين جبلين حائرين يتكئان على الصمت ويراقبان الفراغ ولا يلتفتان لشيء.. في الليل تستيقظ والجبلان يسيران أثناء نومهما يصطدمان ببعضهما البعض فيعتذر أحدهما للآخر ويعاودان السير.. تفزع القبيلة وتجري في اتجاهات مجهولة لتجد نفسها وجها لوجه مع الشيخ الذي يوقفها بإشارة صارمة من يده تجعلها تذعن ككلب أليف وتعود أدراجها صاغرة.

لعبة جديدة
يلعبها صöبúية صغار .. يختارون واحدا منهم ويجúلسونه على صخرة وبسيف صقيل يبترون عضوا من أعضائه. يفعلون ذلك مع كل فرد من المجموعة فإذا انتهى الدور عند آخرهم جمعوا الأعضاء المبتورة وصنعوا منها تمثالا وانصرفوا.. ينحني التمثال ويتناول السيف ويذهب ليمارس اللعبة ذاتها في مكان آخر.

قد يعجبك ايضا