الروتي الحاسر

محمد المساح


 - أحيانا.. أو في غالب الأحيان يكتشف الإنسان.. أنه "والقرص الروتي" يبتادلون الأدوار.. فلا يدري من يترحم على من "القرص الروتي" يصغر ويذوي يتناقص ما بين اليوم والتالي.. تراه شاحبا في وسط الصحن
أحيانا.. أو في غالب الأحيان يكتشف الإنسان.. أنه “والقرص الروتي” يبتادلون الأدوار.. فلا يدري من يترحم على من “القرص الروتي” يصغر ويذوي يتناقص ما بين اليوم والتالي.. تراه شاحبا في وسط الصحن قبل أن ينزل صحن الخصار وكأنه بتضاؤله ذاك.. يعبر بصمت عن مصير ينتظره نحو الغياب والاندثار.. أو بتعبير آخر كأنه راحل أو جازع..ربما يتذكر أكله أو متناولة.. في تلك اللحظة وهو يعصره برقة رثاء لحالته إلى لقمتين بالكاد.. أن القرص الروتي كان في الزمن الأول.. قرصا معتبرا له كيانهوكبر حجمه.. وتلك الهيئة التي تبنئ عن أنه خرج من صندوق معتبر.. في تلك اللحظة يتساءل المتعشي أو المتغدي.. كيف تتم.. عملية تبديل الصناديق التي يلقم لها عجين الروتي بتلك الكيفية المتدرجة على شوية حتى وصل القرص الروتي.. إلى حالته الضئيلة تلك ليصبح لقمة واحدة.. على العموم أو على الخصوص فقد يصل المتسائل الإنسان إلى حالة من الاقتناع بأن التحولات تجري عليه بفعل المتغيرات.. من التخصيص إلى تعميم الجوع.. ونهب ما تبقى لفقراء العالم.. لتذهب إلى جيوب أصحاب العولمة ومستشاري التخريب والتدمير حتى لا تبقى باقية يعتمد عليها عباد الله في هذا العالم..وبالتأكيد “والقرص الروتي” يتضاءل ويحسر كل يوم يبدو وكأنه سيغيب بعد لحظة.
“القرص الروتي” اللقمة الضرورية للإنسان.. بحالته البائسة والتي لا تسر عدوا ولا صديقا كما يقولون.. مثال ومثل واقعي للمتسائل.. أنهما سواء في طريقهما.. إلى الغياب والاندثار.

قد يعجبك ايضا