مزالق “النص كم”..!

خالد الصعفاني


 - * لأننا أمة نهتم بالحركات "النص كم" على حساب ما هو أكثر عملية وأهمية تجدنا نرتضي بما هو أدنى بدلا مما هو خير.. لم نسع لتحسين عيش حواء في الريف أو رفع مستوى تعليمها و
خالد الصعفاني –

* لأننا أمة نهتم بالحركات “النص كم” على حساب ما هو أكثر عملية وأهمية تجدنا نرتضي بما هو أدنى بدلا مما هو خير.. لم نسع لتحسين عيش حواء في الريف أو رفع مستوى تعليمها وتدريبها ولكننا ذهبنا باتجاه “كوتا” اقتطعت جانبا كبيرا من الفرصة المحلية المتاحة في التمثيل والتوظيف لصالح حواء في حين أننا لا نملك القدرة على جعل الكوتا تشمل بخيرها الشريحة الأوسع من إناث اليمن.
* اهتممنا بالمزايدة على العناية بحواء وهذا في السياق السياسي لأننا نريد إرضاء المنظمات الأجنبية ونهتم أكثر ما يكون بإرسال الرسالة دون أن نعي السياق العام الذي يجب أن يكون عليه الأمر حتى لا نكتشف أننا “ودفنا” و”دلهفنا” حواء إلى حيث لا تسهل العودة..
ذهبنا في هذا وقسمنا المستقبل إلى ثلثين وثلث لكننا لا زلنا عالقين في أفكار الماضي وتقاليد المجتمع العتيدة وحقيقة أننا أبناء آدم في مقدمة آكلي كل ما هو مثمر ومفيد وحامل للخيرات..!
* تركنا ما هو أهم في شأن المجلس النيابي وسكتنا عن أخطاء ومخالفات ترقى لمستوى الكوارث لكننا نستعرض في برلمان أطفال كانوا صفوة المسؤولين وأقرباء النافذين والمقربين.. صدقنا أنفسنا وبدأ الإعلام يستعرض بهؤلاء ويزايد بهم السياسيون وكأننا بالفعل تجاوزنا كل مشاكل أطفال اليمن الكثيرة والتحديات الكبيرة التي تحاصر طموحاتهم وأحلامهم وحقوقهم الأساسية في العيش والحياة وقبلها في الطفولة الآمنة والسعيدة.
* حتى مؤتمر الحوار الذي جعلنا منه “الجلبة” الأكبر والأهم والأكثر كلفة في تاريخنا المعاصر لم يقم على أساس اختيار الأفضل وخضع المؤتمر سواء في أشخاصه أو في عمره أو في أجنداته إلى عمليات الطرق والسحب المستمرتين.. صحيح خرجنا معه برؤية نظرية واعدة لكننا للآن وقفنا على “برعة” ما بعد الفرح بالمؤتمر ولم نبدأ أول خطوة بعد المؤتمر من أجل أن نقول للمواطن اليمني الذي شبع كلاما أكثر من أي شيء آخر أننا هذه المرة “غير” وأن القول يتبعه عمل..!
.. ولأننا أردنا تفكيك أزمة اليمن الكبرى في الجنوب أتينا للحل على طريقة أذني جحا ولم نتجه مباشرة للحلول الناجعة.. قمسنا اليمن إلى ستة أقاليم وجعلنا للعاصمة صنعاء ولعدن وضعين إداريين مستقلين ومنفصلين دون أن نهتم بمسألة أنه لا دولة اتحادية بلا مركز قوي.. ولا مركزا قويا بلا مقدرات اقتصادية وحضور عسكري وإداري كبير.. أما الأزمة الأخرى لليمن في الشمال فهي اليوم في بورصة السياسيين يتناولونها بطريقة النسور على جيفة حوت ولا أدري كيف سيفكك سياسيونا هذا الملف الذي يحتاج دولة حقيقية بأقاليم أو بدون.. يعني اهتممنا بالحديث عن قضايا الطفل السياسية والمرأة سياسيا وتناسينا أنهما أكثر المتضررين من رعونتنا في إدارة أحوال البلد على كافة المستويات وهذه المرة يتصل الضرر بالبطن والعقل والصحة
* أقصى ما يحتاجه الطفل اليمني هو راع أمين عليه وتعليم جيد وغذاء مناسب وعلاج صح في وقته ثم متنفسات تجعله يشعر بكونه طفلا ومن حقه أن يلعب ويجري و”يغير جو”.. والمرأة تطلب التقدير والاحترام في البيت والشارع والمدرسة والعمل وأن تأخذ حقها كالرجل طالما لها ذلك.. أما ما عدا ذلك من دعوات وصور وفعاليات فهي مجرد ذر لرماد ما هو غير أساسي على أعين كل ما هو مهم ولازم..
أخيرا
* لا ضير في أن تأخذ حواء اليمن الثلث من كل شيء في اليمن ولكن هل نحن قادرون على تعميم العائد على كل هذا الجسد الطري ..!! احذروا المزالق فسياسيا واقتصاديا واجتماعيا المطلوب من المرأة أن تنطق بحقها ووفقا للأرقام فإن المرأة في اليمن تحقق لها الكثير إلا أن الحقيقة أنه لا يغني وجود وزيرة على طاولة الحكومة عن الحقوق الأساسية للعيش الكريم لملايين النسوة في المدن والأرياف.. كما أن بروز من اختيروا ليمثلوا أطفال اليمن في المسمى برلمانهم لا يلغي حقيقة أن الطفل اليمني مظلوم في طفولته ويبدو أننا في طريقنا لكي نظلمه في شبابه وشيخوخته..!

قد يعجبك ايضا