أمي التي لا أعرفها في يوم الاحتفاء بها

عمر كويران


 - 21 مارس يوم يحتفي الأبناء بأعز من بنى مكانتهم في المجتمع في ظل حنان شامل العطاء بمسقى حليب من رضع من ثدي من حمله تسعة أشهر تعب وعناء بثقل مكونه ببطن
عمر كويران –

21 مارس يوم يحتفي الأبناء بأعز من بنى مكانتهم في المجتمع في ظل حنان شامل العطاء بمسقى حليب من رضع من ثدي من حمله تسعة أشهر تعب وعناء بثقل مكونه ببطن هذه الأم التي منحها الله عز وجل خاصة الموضع بحديث رسوله الكريم محمد عليه الصلاة والتسليم”الجنة تحت أقدام الأمهات” وتكرار صفتها بقوله ” أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك” بهذا .. وتلك العظمة تستجيب كل معالم المعطيات لتفرض على الجميع تكريم هذا المقام في يوم مشهود له بالتحية والاحترام والتقدير والطاعة لمصنف المرأة كأم لها شأن معتمد في كيان عموم المجتمعات.
لا أعرف أمي ففقدت الحنان حين وضعتني وكنت سببا برحيلها فتركت الحياة وهي تتمنى أن لا تتركها لتحيا معي وتستشعر بحقيقة موضعها عندما تراني بين أحضانها فيخفف وزن حملها لي عبر ابتسامة ناعمة.. الموت لا يرحم فأخذها من دون استيعاب ولو” ثانية” للتعرف عليها وهو القدر الذي ساقني للعيش في كنف الآخرين… فتاهت بي الاتجاهات وضاقت بمعنوياتي حقيقة الوجود في مطرح فراغ لا مسكن له من خلال المحيط بي بمختلف توازناته.
رحلت العظيمة ” أمي” ورحل كل شيء معها.. ولحظة الذكريات في هذا اليوم بعيدها تتساقط أوراق الشجر وتتناثر هنا وهناك ويرى فاقدو ” الأم” في هذا اليوم مقاييس مختلفة في رحم الذكريات وبالأخص منهم من عرف أمة ولم يف بحقها.. فيعتبر هذا اليوم بالنسبة لهؤلاء عذابا.. تسود فيه الملامح.. وينكشف الشعور ليلغي من العيون كل الصفات فيخفق القلب وتسوء المناظر الجميلة أمام خيال المنظر عند الرؤية لتكريم الآخرين لأمهاتهم بفرحة عامرة في لحظة يعيشها” العاق” لأمه في أسوأ حال.
رحلت وكانت أمنيتي في الحياة أن أعيش وهي بجواري حتى الممات لكني مقتنع أن الدعاء إلى الله لها بالسكن في الجنة مع والذي يمنحني الأمل في اللحاق بهما والسكن إلى جوارهما بمطية من معي لأشعر بالأمان أكثر كتعويض لما فات في دنيا الفناء.. وبالتأكيد يوم الـ 21 مارس يوم ذكريات ملفوف بمحاسن من رضي الله عنهم بالتوافق مع رضاه.. وخسران في حق من لم يسعفه حظه التعيس بالرفق والرحمة مع ” الأم” بذاكرة هذا الرقم المحدد من شهر مارس للاحتفاء بها.
فيموت حيا بفيض ما يشاهده في محيا اليوم من الأوفياء للأم الحنون في ذكرى عيدها الميمون.
رحم الله أمي وأبي وأسكنهما جناته والدعاء مشمول لكل أم وأب على ظهر الدنيا وباطنها.. ومبروك لكل أم بعيد يومها وهنيئا لمن تدعو له أمه من قلب يطيعها وخسارة في حق من لا يحترم أمه بعصيان لها فتدعوا فيهلك دنيا وآخرة.. وعلى أمل أن تتولى الدولة في مثل هذا اليوم فعاليات أكبر.. ليحس من لم يحس بأمه عبر إعطاء هذا اليوم حقه في الإعلام وبالأخص الفضائية للتذكير بمقام الأم.

قد يعجبك ايضا