على ماذا يعولون¿
جمال الظاهري
• اليمن كبيرة بأهلها وبتاريخها وبحضارتها وبموقعها .. اليمن باستطاعتها أن تكون دولة محورية مؤثرة في مصير الإقليم الذي تتواجد فيه وفي القرار الدولي الذي يخص إقليم الشرق الأوسط على اقل تقدير .. اليمن وإن تعامل الآخرون معها في هذه الحقب الزمنية على أنها تابعة ومنقادة ومن السهل التأثير على قرارات ومواقف حكوماتها فإنها لو أرادت تستطيع أن تفرض الاحترام على الآخرين.
اليمن لا ينقصها شيء من مقومات الريادة لو توفرت لها بيئة النهوض والاستقلالية بالقرار, لو آمنت حكوماتنا المتعاقبة بقدرات هذا الشعب ووجوب احترامه والتزمت بمراعات مصالحه في كل ما تقرره, فهذا الشعب معطاء ومكافح وتواق دوما إلى الرفعة والمكانة العالية بين الأمم يعتز بنفسه وبهويته وبتاريخه.
مشكله اليمني ليست افتقاره أو ضعفه أو تكاسله أو محدوديه موارده ثروته مشكلته لا تتعدى كونه شعبا طيبا يكتفي بالقليل ويسامح في الكثير عصاميا حد السذاجة يعطي من جهده ووقته لمن لا يقدر بلا حساب دون أن يحاسب ودون أن يطلب مقابل ما يقدمه, يصدق الوعود ويطيل الانتظار ويقبل الأعذار, ليس بسذاجة كما يظن أولئك المستفيدون من هذا السخاء ولكنه عود نفسه على الجلد والاحتمال حرصا على عدم ضياع ما تحقق وتجنبا للمزيد من الخسائر.
إنه وإن كان هذا بعض ما يميزه فإنه يعي تماما ويدرك ويستطيع أن يحدد بالاسم من خانوه ومن استغلوه ولكنها السماحة الزائدة حد إهدار الحق الذي لا يجب أن يهدر .. مؤكد أن هذا الأمر سلبي ومن الأمور التي تبعث على الإحباط ومن غير اللائق أن يتعايش شعب الكل يعرف تاريخه وعراقته مع هكذا سلبية ولكن الخصم حين يكون من أبنائه فإنه يضغط على نفسه أكثر ويتحمل فوق طاقته التي فاقت التقديرات .. فإلى متى سيستمر ضغط هؤلاء وعلى ماذا يعولون حين يتمادون في تهميشه وعدم إعطاء أهمية لمصالحه¿.