أوقفوا حماقاتكم ..!

عبدالخالق النقيب

مقال 


 - 
البلاد تغوص في أعماق غائرة بالجراح والأوجاع  ولا ينتقصها اندلاع جبهات ومنازلات حمقاء تزيد من ظروفنا المعقدة تشابكا وتداخلا  تضعنا في دائرة مغلقة من الشتات والتنافر  الاقتتال يمثل حالة من ذلك الهبل والضياع الذي أخفقنا في إحجامه والحد

البلاد تغوص في أعماق غائرة بالجراح والأوجاع ولا ينتقصها اندلاع جبهات ومنازلات حمقاء تزيد من ظروفنا المعقدة تشابكا وتداخلا تضعنا في دائرة مغلقة من الشتات والتنافر الاقتتال يمثل حالة من ذلك الهبل والضياع الذي أخفقنا في إحجامه والحد منه.
تجري الأمور على عجالة وتبدو الكتابة ثقيلة وباعثة على الكآبة نمضي بلكنة متعثرة وخجولة للإقرار بحرب غير معلنة لم يعد أحد يكتم سرها وتأتينا أخبارها هذه المرة من مشارف العاصمة الناس يحاولون ترويض أنفسهم على تجاهلها وتجاهل الأخبار القادمة عنها هم مشغولون بأوجاعهم وما يتعرضون له من صنوف الابتزاز اليومي الأمر برمته غير متيسر للقبول وليس ضمن مسار الاستيعاب البسيط إنه دخيل على مجتمع ملتزم باعتدال ومحافظ بوسطية فضلا عن كونه منهكا وشديد الإرباك ما يجعل الأمر أكثر تداخلا وتشابكا أننا نعيش بيئة قابلة لتخصيب حسابات سياسية شريرة لا أول لها ولا آخر إنها تعمل على تغذية هذا النوع من الصراع عبر منافذ دينية ووسائل إغداق مغرية.
تتسلل إلينا الانفعالات الطائفية وتحتشد بضراوة كساحة مواجهة محتدمة تأبى الانصياع لمنطلقات الاستجابة السياسية والأخلاقية وحتى الشراكة الوطنية إنهم يغمسون أنوف معتقداتهم الدينية في الوحل نحن أمام نزال همجي رخيص جميعهم يتنادون بصرخات “الله أكبر” ومن فوهات المدافع والرشاشات الآلية يسقطون كل حرمات الله مهزلة أن نتوغل في إهدار الحياة لمجرد التشبث بأفكار ماضوية ومذاهب دامرة لم تعد صالحة للتنافس أو حتى التباهي بها كفكر فلكلوري ديني .
جدير بنا أن نجد مأوى أثريا لنضع فيه كل موروثاتنا الخلافية الدينية والنزعات التسيدية وكلما أخذنا الحنين إليها يمكننا زيارة أطلالها والتباكي عليها في متحف محكم الإغلاق وغير قابل للتسريب سيكون الأمر لائقا بدلا من هذه الحماقة وهذا الانجراف الذي تذكيه أفكار مثخنة ومستعرة إننا نعيش واحدة من أكثر الحماقات خطورة ولربما سيترتب عليها الأذى لشكل حياتنا الآمن.
لم يعد مهما إقناعنا بفداحة ما يجري بسخط الناس وخيبتهم في سياسة غامضة لا تتيح لك الشعور بالأمان ولا تمكنك بقراءاتها بوضوح الأشياء مختلطة ببعضها ولا أحد متفرغ لإيجاد طريقة ملائمة تخلصنا من كل هذا الفراغ إبقاء المواقف على هذه الطريقة يعزز من خطورة الموقف ونخشى أن يشتبك الجيش بطريقة خطأ في الوقت الخطأ.
إنه جنون وعبث محض.

قد يعجبك ايضا