في المكان المناسب
أحمد غراب
* بصرف النظر عن الاختصاص والكفاءة وسنوات الخبرة المطعونة بمسامير المحاصصة الحزبية والسياسية.
لا يهم ان كان هذا المدير العام سينجح في عمله او سيفشل ومش ضروري انه يكون صاحب اختصاص المهم انه تم تعيينه بعينين مغمضتين وفقا لتزكية شخصية او حزبية وماذا عن اولئك الذين يمتلكون التجربة والخبرة ¿
ماذا عن اولئك الموظفون المجتهدون الذين لم يحصلوا على ترقية واحدة طوال فترة عملهم ¿
وماذا عن اولئك الذين يوضعون على الهامش لأنه ليس لهم حزب ألا تلاحظون ان الاحزاب تحولت في نظام المحاصصة الى مايشبه الكفيل فالذي تحل بركاتها عليه تعطيه إقامة فوق كرسي والذي لا ينتمي لحزب يتم ترحيله عن أي ترقيات او مناصب.
وكيف يتم تهميش ذوي الخبرة والاختصاص والكفاءة ويؤتى بعميان لا يفقهون شيئا في مناصبهم التي تبدو أكبر بكثير من عقولهم وقدراتهم¿!
في بلد يوجد فيه اكثر من ثلاثة وعشرين مليون نسمة تجد المناصب محصورة في وجوه معينة وعندما تنتقل تنتقل الى محسوبين على هذا المسؤول او ذاك الحزب وكأنه لا يوجد في اليمن اشخاص من اصحاب الكفاءة من الممكن ان يشغلوا هذه المناصب ¿
ويتم غض البصر عن مثقفين ومتخصصين وفنيين على مستوى المسؤولية قادرين على إدارة مؤسسات ودوائر بمهنية عالية في الوقت الذي تجد فيه يمنيين في مختلف انحاء العالم يتم تعيينهم في مناصب ادارية مرموقة وكبيرة جدا سواء في اميركا او المانيا او اوروبا او حتى في دول عربية تجد مثل هؤلاء لم يجدوا فرصة في بلدهم كتلك التي حصلوا عليها في الخارج ما يؤكد الخلل ليس في هؤلاء المبدعين والادمغة المهاجرة من البلد إنما هي في المقاييس الخاطئة التي جعلت من الرجل المناسب فوق الباص محاسبا والرجل غير المناسب يترقى للمناصب ويكفي ان يكون لحزبه مناسبا او للمسؤول الفلاني او العلاني مناسبا.
المحاصصة والمحسوبية على حساب الموهبة والابداع والتخصص واقع حال لايسر شلل تذهب وشلل تأتي لتتسيد المواقع والمناصب وكل يدعم اصحابه والمحسوبين عليه لكل دولة سمة فهل هذه هي سمة اليمن الجديد لأن الامر لايتعلق بوزارة واحدة بل في سائر الوزارات ¿
هل التغيير بالنسبة لنا مجرد نسخ متكرر وهل يجب ان يذهب المنصب او التعيين للمحسوبين او المبهرجين والمنافقين للمسؤول الفلاني او العلاني اولئك الذين لاينظرون الى عمل أو مسؤولية او ابداع بقدر نظرهم لمن هو محسوب عليهم ومن يطيعهم في تنفيذ أوامرهم.
هل نحن أمام زمن جديد للاستلابات ¿ اوليست المحاصصة وضعا طارئا يجب ان ينتهي ¿ وكيف يمكن ان نؤسس ليمن جديد اذا لم نغير فعلا الثقافة السياسية والحزبية المتوارثة والتي تمثل شرخا في مبادئ الكفاءة والمهنية الاحزاب تتحمل مسؤولية كل تدهور في المسؤوليات او تقصير في الواجبات لأنها مسؤولة عن الاسماء التي ترشحها او تدعمها للمناصب حتى لو كانت غير مؤهلة عمليا واداريا.
والسؤال الذي يبطح نفسه إذا لكل حزب ولكل جماعة ولكل اكثرية او اقلية او فئة او قبيلة قوية او مسؤول نافذ نصيب من الوزراء ومدراء العموم والتعيينات المختلفة فماذا يفعل بقية الشعب ¿ وماذا يعني قانون ¿
وماذا تعني كلمة كفاءة وخبرة ونجاح وفشل ¿
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين