صناعة الأحلام ورعاية الجشع!!

جميل مفرح


 - * لن أقول إنه أمر طبيعي أن يقوم نظام ما أو دولة ما بصناعة أو المساعدة في صناعة أحلام البسطاء الحياتية وتحويلها إلى واقع ملموس بل سأتجاوز ذلك الوصف وأعتبر القيام بمثل

* لن أقول إنه أمر طبيعي أن يقوم نظام ما أو دولة ما بصناعة أو المساعدة في صناعة أحلام البسطاء الحياتية وتحويلها إلى واقع ملموس بل سأتجاوز ذلك الوصف وأعتبر القيام بمثل ذلك لدينا وفي وضع بلادنا الحالي أمرا مذهلا ومنجزا جبارا يستحق أن ننحني له ونرفع القبعات ونظل نكتب ونقول عنه ما نستطيع من المديح والحمد والشكر والثناء ولكن بالطبع حين يغدو ذلك التوجه حقيقة لا مراء فيها ولا شك في تجسدها أو حتى إمكانية تجسدها في القادم سواء على المدى القريب أو البعيد فإن ذلك من حقه أن ينال حقه من الانطباع الإيجابي على كل المستويات.
* ولكن أن يتحول الأمر إلى خلاف ذلك تماما وتجد أن النظام أو الدولة أقرب إلى تحقيق تلك الأحلام والآمال للأساطين الجشعة أو التي لم ولا يتوقع منها في العادة سوى تسخير الوطن لمطامعهم وأنانياتهم المفرطة على كل الحسابات الوطنية والإنسانية فإنه لا بد من الإشارة إلى أن الدولة يجب أن تراجع حساباتها جيدا وأن تلتفت وتتنبه إلى كونها مسؤولة عن شعب بأسره ملزمة برعايته وتسهيل أو توفير ما يستطاع من عيش إن لم يكن رغدا بمقبول يليق ببشرية هذا الشعب ويتوارى مع ما يقدمه ويتقبله من تضحية جسيمة وتنازلات جمة يستحق في مقابلها أكثر بكثير مما هو حاصل ومن يعد به من يقودون دفة العمل القيادي والسياسي في الوطن.
* وفي سياق تربية وحوش الجشع والاستحواذ والأنانيات المطلقة على سبيل المثال أ ستشهد بتسرع الدولة في الإعلان عن المشاريع الحيوية والإنتاجية الضخمة والعملاقة التي وضعت في خططها المدنية المخا بمحافظة تعز وهي مشاريع دون أدنى شك ستحدث نهضة حيوية اقتصادية اجتماعية مدنية متميزة ومنها محطة تحلية المياه ومحطة توليد الطاقة بالرياح ومحطة التوليد بالبخار بالإضافة إلى مطار دولي ضخم ومدينة سكنية والمحجر الحيواني البيطري وفي مقدمة ذلك كله أهمية الجسر البحري الذي يربط بلادنا بجيبوتي مشاريع من شأنها حقا أن تحدث نهضة كبيرة ليس على هذه المدينة أو هذا الميناء فحسب وإنما على الوطن بأكمله.
* ويأتي الإعلان عن هذه المشاريع فيما أصفه بالشكل المتسرع نظرا لأن الدولة لم تحتط أو تتوسل قبلا بإجراءات أساسية هامة في مقدمها المساحات السكانية والأرضية التي ستكون ميدانا لتحقق وتفعيل تلك المشاريع ليغدو هذا الإعلام بمثابة دعوة لأولي الجشع والطمع ليتسابقوا حفاة عراة إلى الاستحواذ على هكتارات من الأراضي التي سيأتي الزمن الذي تكون الدولة فيه بحاجة حتى إلى الامتار واللبنات والمعادات لتنفيذ مشاريعها العامة التي تخدم العامة وستضطر أن تحني رأسها وحاجتها لأولئك الخاصة الجشعة والشراء أو الاستئجار منهم بأضعاف مضاعفة مما هو عليه الحال الآن وهنا يكاد يثبت لنا بما لا يدع مجالا للشك أن الدولة نفسها هي التي توجه الدعوة للجشع ليكون حاضرا ومتحكما في حاضر ومستقبل الوطن!!
* لقد تناهى إلى الأسماع وجاء من الأخبار ما يثبت أن صيادي الفرص والمستغلين يتسابقون على الاستحواذ على مساحات المدينة وضواحيها فيما كان المفترض والطبيعي أن تكون الدولة قد بادرت إلى ذلك الاستحواذ وباشرت حجز المساحات المناسبة لمثل تلك المشاريع التي بدأ بعضها في التجسد والشروع في العمل والجدير بالاهتمام والإشارة والدعوة هو أن تستدرك الدولة في الوقت الراهن ما سقط منها ربما سهوا وربما عمدا .. من يدري¿! وأن توقف الجشع الزاحف صوب هذه المدينة فهكتارات من الأراضي بدأت منذ وقت بالزحف الشرائي منه والاغتصابي إلى جيوب وملكيات شياطين الجشع عليها أن تفتح عيونها وأن تستدرك أخطاءها بإيقاف ذلك الاستنزاف قبل أن يغدو قضية بل قضايا استراتيجية ومظلومية كما حدث في مناطق تهامة وبعض مناطق المحافظات الجنوبية واللهم إنا بلغنا.. اللهم فاشهد.

قد يعجبك ايضا