استعادة دور المثقف والمبدع
لقاءات/ محمد القعود

كيف نعيد المثقف إلى دوره والمبدع إلى تألق إبداعاته والأديب إلى تدفقه بالعطاء..¿ كيف نعيدهم جمعيا إلى مكانتهم التي تليق بهم .. وكيف نحصنهم من الإهمال وعدم الرعاية والاهتمام¿ *وما مدى أهمية إيجاد قانون لرعاية وحماية المبدعين.. أو إنشاء مؤسسة وطنية تهتم بهذا الجانب الهام¿
ذلك ماطرحناه على مجموعة من المثقفين والأدباء وجاءت آراؤهم في السطور التالية:
تحصين المبدع
• الشاعر والناقد د.محمد الأكسر:
– لكي يعود المثقف إلى دوره الريادي في المجتمع المتمثل في التبصير والشعور بآلامه والمبدع إلى الإبداع وليس إلى الاجترار والأديب إلى العطاء لابد من توفير بيئة ملائمة تحتضن كل ذلك وهذه البيئة مسؤلية الدولة والمؤسسات القائمة على ذلك فلم يتم انشاؤها إلا لهذا الأمر وأن توجد للمبدعين وتفتح لهم كل المنابر التي توصل أصواتهم وانتاجهم للناس لا أن تظل تلك المؤسسات مجرد مناصب وهياكل مفرغة من معناها ودورها ولا مكان لها من حياة المبدع ولا دوره الا بالاسم ولا بد أن تتغير نظرة المسؤلين القائمين على هذه المؤسسات تلك النظرة التي لاترى الإبداع إلا شيئا ثانويا وربما عبئا على كاهل تلك المؤسسات ولن يعود هؤلاء المبدعون إلى دورهم المرجو ويعود لهم نبضهم وحيويتهم مالم تتغير تلك النظرة كثير من المؤسسات للأسف في بلدنا مشخصنة ومقصور دورها واهتمامها على بعض المتزلفين والمتقربين من المسؤولين وأرباب الوساطات أما بقية الشريحة فلا مكان لها على خارطة اهتماماتهم يجب أن تبصر تلك المؤسسات وتقوم بدورها الذي أنشئت من اجله وهو رعاية الجيل وتشجيع الإبداع ودفعهم إلى لعب دور الريادة ليشعر المجتمع بمكانتهم ويقدر دورهم اما التحصين للمبدع من الإهمال فأمر يحتاج إلى تغيير جذري في تلك المؤسسات تغيير يستهدف القضاء على شخصنة المناصب فيها وتولية الأكفاء والقادر على القيام بتفعيل دور المؤسسات ومتابعته ومحاسبته ولا ننسى أن بعض تلك المؤسسات أو جلها له العذر احيانا في أن الميزانيات المخصصة لها لاتكاد تكفي للأجور والمرتبات أو هي مجرد اجور ومصاريف سفر لبعض المسؤلين ولا اعتماد للمهرجانات واللقاءات ومشاركات المبدعين في الخارج.
الاستقرار المعيشي
• الروائي عبدالله الإرياني:
كيف يعود المبدع والأديب.. إلى دوره¿ أتصور:يعود في ظل استقرار مجتمعي واستقرار معيشي ونفسي للمبدع نفسه..والاستقرار المعيشي بحيث يأمن يومه وغده سواء كانت ما يحتاجه من مال لنلبية حاجاته اليومية وتأمينه في حالة المرض أو أي حاجة أخرى من متطلبات الحياة وعلى رأسها السكن..للأسف المجتمع لا يعير المبدع أي أهتمام على سبيل المثال شراء إصداراته. إلا أن صندوق التراث يمكن أن يقوم بدور أكبر بحيث يوظف التوظيف الصحيح لتلبية حاجات المبدع ووفقا لنظام يتفق عليه وفي هذا الصدد فلابد من البحث عن أيرادات جديدة ولا بد لاتحاد الأدباء أن يؤدي دوره وبذلك فستم تحصينهم والأديب الكبير عبد الله علوان أكبر مثال على تقاعس الجهات الرسمية وأتحاد الأدباء ونحن أعضاء الأتحاد أكتفينا بكلمات الأسف والرثاء لحال الأديب وكأن زميله محصن من المرض والحاجة..اتحاد الأدباء يمثلنا فكيف يمكنه أن يعيد للمبدع..ألخ¿..أما الاستقرار النفسي فذلك عائد للمبدع نفسه وفي حالات يمكن أن يتحول إلى إبداع متميز. مع قانون أو أنشاء المهم أن تتحقق ما يحتاجه ويطمح له المبدع تحت أي مسمى كان..نريد مؤتمر عام للمبدعين والأدباء للخروج برؤيا واحدة تكون قابلة للتنفيذ.
صاحب مشروع في الحياة
• الأديب فارس البيل:
من الذي يعيد المثقف والمبدع والأديب ¿ أيا كانت هذه التوصيفات .. المثقف عموما هو صاحب مشروع في الحياة ..المثقف بطبيعة ثقافته هو مقاوم شرس ورقيب عتيد وكاشف لا يمل ومتشائم لا يفتر إزاء كل قضايا المجتمع والمعرفة في سبيل توجيهها نحو الكمال والإيجابية .. هذا دوره بالمطلق ..وإذا لم يقم به عبر إبداعه أو فنه أو أشكال الجمال العديدة فلا يمكن لأحد أن يقوده نحوها .. ويفقد صفة المثقف التي تقتضي الفعل الدائم وسيكون من السذاجة أن نقول إن المثقف هو مجرد المطلع .. أما عما يجب من قبل المؤسسات والانظمة والمجتمع تجاه المثقفين والمبدعين فهذا جانب آخر .. وهو من الوجوب بحيث لايمكن لمجتمع أن ينمو ويتقدم دونما رعاية وتلقي لمن يقودون خطاه .. حينما لا تهتم الدولة ولا مؤسسات المجتمع المختلفة بالمثقفين والمبدعين فإن هذا المجتمع بلا هوية ..وهو أشبه بالعاجز .. المجتمع الذي لا يلتف حول مثقفيه ويتلقى منهم هو مجتمع بدائي ولا ينتمي لركب الحضارة ..وإذا لم يبد المجتمع اهتماما بمثقفيه ومبدعيه فبمن يهتم ¿¿ المسئولية مشتركة على المثقف أن يمارس دوره ويبرز فنونه ..وعلى المجتمع أن يتلقى ويرعى ويلتف .. * من الواجب ان تكون هناك مؤسسات للرعاية وقواني