“عقد” على صنعاء عاصمة للثقافة
خليل المعلمي
مع ولوج العام 2014م يكون قد مر عقد كامل على إعلان واختيار صنعاء عاصمة للثقافة العربية في العام 2004م وهذا يعني مرور عشرة أعوام كاملة كان المؤمل منها أن يسير المشهد الثقافي في بلادنا بنفس الوتيرة التي شهدتها العاصمة خلال ذلك العام أو بمستوى مقارب على الأقل.
لقد جاء اختيار صنعاء في ذلك العام لما تشهده المدينة من مكانة ثقافية وتاريخية بين المدن العربية والإسلامية وما تحمله من تاريخ وحضارة منذ بداية تأسيسها على يد سام بن نوح مرورا بالعصور الإسلامية وحتى العصر الحديث ولما تكتنزه أيضا من موروث شعبي وثقافي وإنساني جدير باحترام العالم كله.
ونحن نستذكر العام 2004م فالكل قد أجمع ويجمع بأنه كان عاما رائعا بامتياز ظلت فيه صنعاء متوهجة ثقافيا زخرت بالفعاليات الثقافية والابداعية المتنوعة في مختلف المجالات وخرجت إلى النور الكثير من الإصدارات في مجالات شتى أدبية وعلمية وتاريخية ونقدية بل واستقبلت على مدار العام الوفود المشاركة في احتفائية “صنعاء عاصمة للثقافة العربية”.
ومع انتهاء ذلك العام خفت الوهج الثقافي الذي كان من المؤمل أن يستمر بتقنين معين أو على الأقل أن يسير بوتيرة مرسومة وفق استراتيجية تعدها وزارة الثقافة وتوفر لها الحكومة الدعم اللازم.
فالجميع لا ينكر دور الثقافة في الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري الذي تمتلكه بلادنا ورفع الوعي بأهميته بين أفراد المجتمع وكذلك المساهمة في دعم المبدعين ونشر ثقافة التسامح والمدنية والانتقال بالمجتمع إلى مصافي المجتمعات المتقدمة فقد كان بالإمكان خلال عشر سنوات أن نغير من ثقافة المجتمع وسلوكياته ومفاهيمه على الأقل بين أوساط الطبقة المتعلمة أو التي حصلت على حظ جيد من التعليم وليس كما نجده الآن وكل عام وبلادنا ومجتمعنا بخير.