دعوة لعودة أحلام مسافرة..!!

عبدالله الصعفاني

مقالة


 - 

الآن وقد رحبت أبرز القوى السياسية بالقرار الأممي 2140 رغم التحفظ على وقوع اليمن تحت مقصلة الفصل السابع صار علينا كيمنيين أن نذهب إلى معادلات وطنية جديدة.

الآن وقد رحبت أبرز القوى السياسية بالقرار الأممي 2140 رغم التحفظ على وقوع اليمن تحت مقصلة الفصل السابع صار علينا كيمنيين أن نذهب إلى معادلات وطنية جديدة.
معادلات تغادر أي بكاء على اللبن المسكوب إلى حيث الوطن يتوجع وحيث الشعب يتلمس نقاط الضوء ويلهج بالدعاء.
ولن نتمكن من لعب هذه المعادلات بنجاح إلا بالتأشير في نقطة العودة.. العودة إلى حضن اليمن .. حضن الشعب الصبور الذي طالما انتظر من الحكومة ومن القوى السياسية ما يحقق الغطاء الأمني والغطاء المعيشي والأغطية التعليمية والصحية بعيدا عن الترهل أو العنف والآفات والأزمات.
اعتبرنا القرار الأممي وصاية أم حماية للتسوية السياسية التي تحيط بها الأزمات والمخاطر بحسبة الواقع.. لا عاصم اليوم من الأمواج بدون استعادة الروح الأخوية.. بعيدا عن الكيد السياسي والتغول في الحقد وكلاهما يخرجان الناس عن طبيعة التسامح والبناء إلى طبائع الاستبداد على حساب العباد.
وحتى تحدث المقاربة الضرورية بين القول وبين الفعل لا بد من التسليم بأن اليمن الذي نعبث به ينتظر من جميع أبنائه أن يعيدوا له فضاءه النقي.. يعيدون إليه قبس الضوء بكلام ومواقف تبسط روحها كتنفس الصبح وليس ليل البحر وزبده وحيتانه..!!
على الأحلام المسافرة أن تعود.. وعلى الأوجاع أن تغادر.. فالشعب اليمني يريد أن يتنفس الحياة بعيدا عن كل هذه الضغوط النفسية والحياتية التي أثقلت الكاهل وضيقت الصدور وسط غياب الإحساس العميق بالذات الوطنية والإنسانية وموروثنا من طبائع الإيمان والحكمة وصفات رقة القلب ولين الأفئدة.
وحتى لا يبقى الكلام على العواهن حان الوقت لظهور العقول وظهور الرشد وظهور الحمية.. الحمية على الوطن والغيرة على أهله.. ليس بمواصلة تسجيل الأهداف التي تخالف موروثنا من القيم الدينية والوطنية وانما بالأخذ على العاتق مهمة تجديد الآمال الضائعة من شعب تتعرض أحلامه للتجريف بالكيد والانقسام.
ثمة أوجاع ودماء ومخلفات صراع صار عليه أن يتوارى أمام الحاجة الماسة إلى ما تيسر من النقاء والضوء ومغادر ماضي وحاضر المواجهات والقتل واللغو والتنابز بالألقاب على أيدي متخصصين في العنف وقطع الخدمات وقتل الأبرياء والتحريض على الحقد وعلى الكراهية.
على الأحلام المسافرة أن تعود بعودة النخب السياسية من شرانق الأحزاب إلى حضن الوطن.. وعلى النخب العسكرية أن تعود إلى فضاء الثقة بالنفس وبالقدرة على حماية أمن الناس وحماية القانون المنتهك صباح مساء.
على الأحلام المسافرة أن تعود برجال أعمال يدركون الدور الاجتماعي والوطني لرأس المال وعلى المشايخ أن يعيدوا للمشيخ شهامته وللقبيلة قيمتها.. وليس هناك أفضل من كتاب الله واحة لعودة علماء الأحزاب من اغترابهم في ساحات الصراع السياسي الذي صادر القدوة وقوض الآمال ونفخ في أوار نار المذهبية في زمن كنا فيه أحوج إلى تطبيب النفوس وتهدئة الخواطر ولجم الانفعالات..!
لقد اختلفنا بما فيه الكفاية واجهنا بعض بصورة بدون بها كما لو أننا ننتصر لفائض الموت من فائض الحياة.. تأخرنا كثيرا في التنمية وفي بناء دولة القانون وفي الروح المدنية والديمقراطية المشبعة بالروح الوطنية والاجتماعية.. وحان الوقت لأن نتواضع أمام بعض من أجل الوطن.. كل يمني يتعرض للقتل أو الجرح هو من الأهل وكل عاطل أو جائع أو مريض بسبب موجات الصراع أو الفساد إنما يستنفر الروح الأخوية.
كفاية هذا الاستقواء المتبادل بسلطة المال أو النفوذ أو السلاح وكفاية تموضعا إما في خانة محامي الشيطان أو عبادة الآلهة المزيفة.. لم يعد ممكنا أن تبقى الأزمات بلا سقف ولم يعد هناك مجال وطني وإنساني غير رؤية واقع اليمن ومستقبله بعيون أطفال لم نصادر حصصهم من النفط والماء فحسب وإنما صادرنا حقهم في العيش الآمن من الخوف.
على الأحلام المسافرة أن تعود وعلى اليمنيين بمختلف هوياتهم الحزبية والجهوية أن يعودوا إلى أحضان اليمن.

قد يعجبك ايضا