شجاعة الدكتور الشعيبي ومستقبل المؤتمر الشعبي العام

ناجي عبدالله الحرازي


 - 

يجب أن نعترف بأن مافعله أخونا الوزير السابق والقيادي البارز في المؤتمر الشعبي العام الدكتور يحيى الشعيبي قبل أيام عندما عبر عن رأيه في أداء المؤتمر خلال العقدين ا
ناجي عبدالله الحرازي –

يجب أن نعترف بأن مافعله أخونا الوزير السابق والقيادي البارز في المؤتمر الشعبي العام الدكتور يحيى الشعيبي قبل أيام عندما عبر عن رأيه في أداء المؤتمر خلال العقدين الماضيين من خلال رسالة وجهها لأعضاء وأنصار المؤتمر عبر صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك .. كان أمرا غير مسبوق في تاريخ الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية .
ويجب أن نقر بشجاعته وبعدم تردده في الاعتراف بأن هناك متغيرات على الأرض أصبحت أمرا واقعا يحتم على قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام إعادة النظر في حال الحزب وحالهم ووضع حد للتباكي على الماضي أو التغني بأمجاده .
كما يجب أن نقدر للدكتور الشعيبي دعوته العمل من أجل تقييم تجربة المؤتمر خلال المرحلة الماضية بحيث يتم تشخيص الإخفاقات والاستفادة من دروسها ثم التفكير في المستقبل بخطى ثابتة وواثقة والعمل على تحويل المؤتمر الشعبي العام إلى حزب مؤسسي قادر على جذب الجماهير والمنافسة في الانتخابات القادمة فالدكتور الشعيبي وهو واحد من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام الذي تأسس في حفل مهيب يوم 24 أغسطس عام 1982م عقب حوار وطني شاق ضم أطياف العمل السياسي والحزبي في اليمن التي أجمعت على الميثاق الوطني دعا أعضاء الحزب وأنصاره للاعتراف بأن ما وصفها بـ”الأمور” قبل أحداث العام 2011م كانت قد وصلت إلى صراع بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه من جهة وأحزاب الائتلاف المشترك وشركائه .. وأن قيادة المؤتمر اخفقت في التوصل الى توافقات تسهم في وحدة الصف والخروج من تلك الأزمة “.
وقال الدكتور الشعيبي: إن الفساد كان قد استشرى في مفاصل الدولة وأن طريقة التعامل مع الحراك في المحافظات الجنوبية والشرقية لم تكن موفقة على الإطلاق كما أن حكومة المؤتمر أخفقت في معالجة قضية صعدة وأن الحروب الست كانت غير مدروسة كبدت البلاد خسائر بشرية ومادية كارثية على الوطن.

الدكتور الشعيبي قال أيضا: إن الشباب وخصوصا الشباب خريجي المعاهد والجامعات والذي يزيد عددهم على 200000 خريج وخريجة وكذلك أضعافهم من خريجي الثانوية والمعاهد المتوسطة خرجوا الى الساحات بحثا عن مستقبل أفضل وأنهم كانواعلى حق في ذلك لأن حكومة المؤتمر لم تتمكن من معالجة أوضاعهم وتهيئة المناخات المناسبة لتوفير فرص عمل لهم.

وأقر الدكتور الشعيبي بأن قيادة المؤتمر الشعبي العام وقفت بحزم ضد تطلعات الشباب بالتغيير وهو الأمر الذي تمكن أحزاب المعارضة من قياده دفتهم ودفعهم للصدام مع الحكومة والتسبب في حالة من الاستياء المحلي والدولي من رد فعل قيادة المؤتمر.
هذا فيما يتعلق بما دار خارج الحزب أما شؤونه الداخلية فلم يتردد الدكتور الشعيبي في الاعتراف بأن هناك خلافات عميقة بين بعض قيادات التنظيم العليا أثرت وما زالت تؤثر على الأداء التنظيمي للمؤتمر الشعبي العام وأن هناك صراع مصالح داخل المؤتمر حيث ما تزال بعض القيادات تحن للعودة الى الماضي وتعمل جاهدة على عرقلة أي مساعي قد توصلنا الى المصالحة الوطنية والسير قدما نحو تجاوز هذه المرحلة والعمل على إخراج البلد من أزمته الراهنة.
وأخيرا.. دعا الدكتور الشعيبي أعضاء المؤتمر وأنصاره للعمل من أجل تحويل تنظيم المؤتمر الشعبي العام الى حزب سياسي مؤسسي فاعل يساهم في قيادة اليمن الجديد.
متسائلا : هل ممكن أن تتم الدعوة قريبا الى انعقاد المؤتمر العام الثامن ليتم الخروج برؤية واضحة المعالم وتهيئة منتسبيه للمشاركة بفاعلية للاستحقاقات القادمة¿¿
سؤال مشروع لابد من الإجابة عليه بشجاعة وبدون مجاملة أو نفاق إذا ما أراد أعضاء وأنصار التنظيم الذي كان فريدا من نوعه في العالم العربي المحافظة على مكانته التاريخية دون الحاجة للتمسك بقيادته التاريخية التي وإن أخفقت أحيانا كما أقر الدكتور الشعيبي إلا أن بإمكانها إتاحة المجال لدماء جديدة قادرة على المضي قدما بالتنظيم قبل فوات الأوان ..

قد يعجبك ايضا