” قيس” في زمن ” الفايس”
أحمد غراب
سار من كل شئ أحسنه حتى الرومانسية كانت زمن ايام قيس وليلى لها شم وطعم وكان الحبيب يركض مثل التيس وراء حبيبته من صحراء الى بادية ويقف على بقايا الاطلال والقراطيس والمغاريف التي تتركها قبل رحيلها فيقول فيها اشعارا لايقولها الحبيب في محبوبته اليوم.
ومثلما كان هناك نموذج عنتر وعبلة في بادية العرب كان هناك نموذج مرشد وقرطلة في اليمن وكانت تتغزل به قائلة :” يا حيا من شمه بارود ” فيرد عليها بقصيدة طويلة عريضة مطلعها : ” امسيت ساهر والحبيب قبالي .. يا ليتني فوق الحبيب ءالي “.
مثل هذه الرومانسية العتيدة هي التي قادت المدعو الفريد نوبل الى اختراع البارود الذي مازلنا نجني ويلاته حتى اللحظة.
اما اليوم فنحن في زمن الفيس وما ادراك ما الحب في زمن الفايس ¿!!
حبيتك من اول لايك نطرتك من اول من منشور ..
حبيتك لانسيت اللايك يا خوفي تحظرني .. تاركني برات الفايس .. !
تصوروا ان قيس وليلى كانوا مفسبكين كيف كان سيكون الحال ¿!!
يقولون ليلى غيرت ايميلها .. فياليتني جيميل او ليتها ياهو
هلا سألت الفايس يا ابنة مالك ينبئك عن لايكي وعن منشوري
ولقد نكزتك والبوستات نواهل مني وبروفايلي يقطر من نكزي.
ربما ليلى ستضطر الى حظر قيس وستدخل باسم مستعار ” مجننة المجنون ” وكلما نزل قيس قصيدة قبيلة ليلى ستبادر الى ارسال بلاغات الى ادارة الفايسبوك فيتم حظره فيتضامن الشباب مع قيس بالنكز لفك الحظر عليه .
اضعت في صفحة الفايسبوك اوقاتي
وجئت انشر في عينيك بوستاتي
وجئت صفحتك الخضراء منتشيا …
اتصور ايضا اننا سندشن حملة تضامن مع قيس اسمها كلنا قيس.
والحقيقة اني اختلف مع الاخ قيس في انه لا توجد فتاة تستحق ان تجنن من اجلها واعتقد انه لو كان موجود في هذا الوقت مع ليلى انهم تزوجوا وخلفوا ستة عيال وقيس جنن ليس من الحب وانما من طلبات العيال وارتفاع الاسعار وفشل الحكومات والبطالة.
واحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري وانكزها وتنكزني ويحب بروفايلها بروفايلي.
واحدة سارت تخطب لولدها سألوها ايش بيشتغل ابنك ¿
قالت مفسبك وقريبا سيفتح صفحة في تويتر.
عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين