العودة بالأمة
عبدالرحيم الغفاري
ما من أحد ينكر الأحداث والتطورات الحاصلة في الوطن العربي يلاحظ مدى الانسجام بين مكونات المجتمع والأفراد على الاختلاف والتناحر لم يفكر أحد منا أو يتطرق إلى ما نعانيه جميعا سلطة وشعبا من صعوبات جمة تصب أغلبها في ناقوس الخطر المتربص بنا حاضرا أو مستقبلا وكلها تأتينا من الداخل والخارج دون أن نشعر بذلك وكأن الأمر لا يعنينا كلنا يعلم ما تعانيه بلدان وشعوب المنطقة العربية ثورات وأزمات هنا وهناك في اليمن وغير اليمن وجود أحزاب ومنظمات مدنية ليس لها أثر في تطوير بنية المجتمع أو سلوكياته شيء يؤسف له ما وصل بنا الحال من سفك للدماء وترويع للأبرياء والأيتام وكل ذلك يحدث تحت ذريعة الدين جرائم يندى لها الجبين أشباح بشرية تأكل بعضها البعض يا للويل والشور وعزائم الأمور إلى أين المصير التسابق على السلطة والمال والجاه هو عنوان حاضرنا العودة إلى الماضي بخطى حنين يثبتنا على المحبة والمودة والإخاء من خلال حياة الآباء والأجداد الذي ساده الحب والإخوة والتعاون صحيح هناك تطور وتقدم يخطوه العالم من يعانون الأمرين تناحر وتجاذب مستمر أين موقعنا من الإعراب فيما يحدث ويحصل في عديد من الدول الأوروبية وأمريكا وبعض من دول آسيا وأفريقيا سنظل مجتمعا مستهلكا ننتظر صدقات ومعونات الخارج رغم معرفتنا الكاملة بما تكنزة أرضنا الطيبة سواء على مستوى اليمن أو الدول العربية الأخرى من خيرات لا يفيد العلم إذا لم نطبقه على أرض الواقع الشهادات التي نحصل عليها لا فائدة منها إذا لم ننمى عقولنا وأبصارنا ونلتفت إلى ما هو جار في العالم من حولنا ندعي الوطنية ونحن بعيدون عنها تطبيق نصوص القوانين على ورق فقط كلام موجه للقادة والزعماء العرب رحمة بشعوبكم وأوطانكم العودة الصادقة بنية وإخلاص لله تعالى القضايا العربية بحاجة ماسة لكم وبخاصة قضية العرب المركزية فلسطين ومسجدها الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين نستحدث كثيرا ونعمل قليلا صحفنا تملأ الدنيا ضجيجا وكذلك الوسائل السمعية والبصرية لكن يا فصيح لمن تصيح نتعشم خيرا في قادم الأيام والسنوات أن نرى ذلك على الواقع وقد أدركنا ما كنا نعانيه والوصول إلى ما فيه خير وصلاح الأمة والاعتماد على النفس فضيلة وترك الارتهان إلى الخارج هو ما سيؤل بنا إلى ما نطمح إليه من عزه وتقدم في كل المجالات التصالح والتسامح يجب أن يكون شعارنا في المراحل القادمة بإذنه تعالى وذلك لن يتحقق إلا بالرجوع إلى الله بقلوب صافية خالية من الحقد والتعصب الأعمى نريد أن نرى جيلا يحمل أفكارا نيرة تصب في خدمة الوطن والمجتمع مسلحا بالعلم والمعرفة والعمل الذي يرضي الله ورسوله كلنا يعرف فساد هذه الأمة وهزلها أمام العالم وأقصد بذلك العرب والمسلمين حتى أصبحنا لقمة صائغة سهلة أمامهم لكل الأطماع وأيضا حقل تجارب لهم من خلال الأزمات والحروب والفتن الحاصلة في وقتنا الحاضر والمستفيد الأكبر من هذا هو العدو الصهيوني المتربص بنا دائما عودة إلى الموضوع نعلم أن ما نعانيه الآن من فساد مستشر في وطننا اليمني ما هو إلا نتيجة طبيعية لأعمالنا وتوجهاتنا الخاطئة قطع الخطوط العامة للكهرباء وتفجير أنابيب ليس من ديننا بشيء وليست من عاداتنا الأصيلة كيمنيين يشهد لنا التاريخ بذلك الإيمان يمان والحكمة يمانية هذا وإن غدا لناظره قريب.