وهذا ألقصير…. عمنا طه ….
عبد الرحمن بجاش
لا يخلو الامر من متعة انسانية في ابرز تجلياتها حين ترى وتلمس أن رب العباد خلق بعض الناس من اجل كل الناس , فهنا بشر كل رصيدهم في الحياة محبة المجموع فيكرسون حياتهم من اجل مصلحة المحتاج , واذا سالت فستجد طه عبد الصمد احدهم , أو سمه (القصير) , أو اطلق عليه كل الصفات الطيبة ستجد طه يزداد إيثارا وطيبة وجهدا يجعل الكل يجمع على عمومته ومرجعيته , وأنا اولهم حين ارمي بالقلم ونونه واقول يا عم طه برغم اننا في سن واحده ( اليك فتصرف ) تجده يضيف كلمة هنا ويحذف تلك ويصلح ما اعوج من لساني فألاحظ اليوم الثاني فاشعر بمحبته , فاذا وجد نفسه مزحوما ركن على القبيلي النبيل بجانبه مصلح المرهبي , ولمرهبة علاقة انسانية بنا نحن الاقدوس, فيجمع قدس بمرهبة آل ضبعان من هزاع الى الشيخ النبيل احمد من سكنوا الاشروح فصاروا أهلنا . شارع 26 سبتمبر بتعز حيث مر اليمنيون كلهم هناك من الانقياء من كانوا علامات له وهم بالعشرات ومن الوطن كله , خذ من شائف الحسيني إلى عبد العزيز القاضي , إلى غازي وصالح أبو بكر , إلى الجهمي و(القصير) الذي إن لمحت احدهم يكاد يقرب من الارض يداه ذاهبتان آيبتان وصدره مفتوح والباكت السيجارة في الجيب فهو طه عبد الصمد احد علامات شارعنا حيث ابصرنا النور وربانا من حوله على القيم وأسالوا شائف عن معنى الشارع الذي مر الصبح منه, واذا تذكر أي كان اجمل مقلب حدث للمرحوم الاستاذ محمد حسين شجاع الدين فقد دبره طه , حين كان مستاجرا بيتا متواضعا من بيوته , ولظرف ما تاخر الايجار , فاشتكى الشجاع الى القسم طه , فارسل احد عساكره ليجلب القصير , حيث وجده امام المنزل , ولقصره فقد ساله : اين ابوك ¿¿- نزل السوق , وكل يوم يعود لنفس السؤال ليسمع نفس الجواب , ليجن الشجاع وينزل مع العسكري حتى اذا أوا القصير , ساله العسكري نفس السؤال ليصرخ الشجاع : هذا هو المطلوب بكله , كانت اموره قد تدبرت فسلم الايجار وانتهت الحكايه , طه احد هؤلاء الذين شقوا وتعبوا من البنك المركزي إلى الصحافة الى الصحيفة ليحتل فيها بكل الاقتدار المرجع الانساني والمهني لنا جميعا, وكحزبي فهو النموذج , ولا يزال القصير طه بقاته او ( علفه ) كما يحب ان يسميه, وحبة السيجارة ومدكاه الاثير وانينه من طلعة الدرج والذهاب إلى وحدة حسن عبد الوارث القاسم المشترك بين كل مكون الثورة وبقية المطبوعات ,و طه بكل تواضعه وإيثاره وتضحيته لم يفقد القه الانساني فتراه يستلم ما يستلم على قلته ورضاه , ليهمس في اذني : باقي حق المواصلات إلى عند الفرزه باروح ارسل مصروف العيال , ولاحظ ان طه من هؤلاء الذين لم يتخلوا عن البدايات فرأس الشجرة في صنعاء والجذر هناك في تعز , فطه لا يستطيع ان يستغني عن المرور في شارعه وأعماقه تهتف (الله عليك يا زمن الابي) وعبد الرقيب دغيش, واحمد السروري, وكل ايام الألق , وطه انجز ما وعد نفسه وام العيال فربى ودرس وزوج وارتاح, حين يرى احفاده يصرخون حوله بسعادة لا يدركها سوى من ينجزون واجباتهم الانسانيه , واذ يعود ترى الابتسامة على وجهه (المصروف أرسل) , وحين يصنف (يصفي الذحل) فعلى اول بيجوت ينطلق الى تعز وشارعه ليعود اكثر توهجا , طه احد هؤلاء الفوضويين الانقياء وقد عرفت كثيرين منهم من صويلح جندي الصاعقة الذي شغل باب اليمن فوضى إلى آخر الشهر حيث يشتري لأمه كل محتاجاتها ويرسلها ثم يعود إلى عبثه إلى علي الى سعيد احمد نعمان الى ناجي جندي المظلات !!, وفاء منقطع النظير للواجب الانساني, لا يرتاحون الا به , ما يجعلنا نرفع تقديرنا واحترامنا لهؤلاء إلى السماء , ويا زملاء لا تفرطوا في عمكم طه , ويا ذاكرة الناس الجمعية دوني هذا الاسم طه عبد الصمد القاسم المشترك أو القصير أو عمنا أحد علامات شارع سبتمبر حيث البدايات الأولى بتعز ….ويا دموع طه اسكبي تعبك على هضاب وأودية الوجه المساحة التي تستوعب ليس مدينة أو شارعا وصحيفه بل وطنا باكمله….