شعر ناظم حكمت

محمد المساح


 - إخوتي لا يغرنكم شعري الأشقر فأنا أسيوي ولا تلتفتوا إلى زرقة عيني فأنا أفريقي في بلدي لا تلقى الأشجار بظلالها على جذورها كما في بلادكم أيضا الخبز بين أنياب الأسد في موطني والتنين يرقد بجانب ينابيع الماء كما في بلادكم أيضا ونحن نموت
إخوتي لا يغرنكم شعري الأشقر فأنا أسيوي ولا تلتفتوا إلى زرقة عيني فأنا أفريقي في بلدي لا تلقى الأشجار بظلالها على جذورها كما في بلادكم أيضا الخبز بين أنياب الأسد في موطني والتنين يرقد بجانب ينابيع الماء كما في بلادكم أيضا ونحن نموت قبل أن نصل لسن الخمسين كما في بلادكم أيضا فلا يغرنكم شعري الأشقر.. فأنا أسيوي ولا تلتفتوا إلى زرقة عيني فأنا أفريقي.. قومي لا يعرفون ثمانون منهم لا القراءة ولا الكتابة وأشعارنا تنتقل من فم إلى فم كي تغدو غنوة فالشعر يتحول إلى أعلام في بلادي وكذلك في بلادكم إخوتي.. لنسير بجوار ثور الحرث النحيل كي نحرث تربتنا بأشعارنا وليغمر وحل مزارع الأرز حتى ركبنا ولنسأل جميع الأسئلة ولنجمع كل الأشعة ولنقف في مدخل كل طريق ولنصف من أشعارنا طريقنا لكيلو مترات طويلة ولنكون من يتبين عدونا المقترب.. ثم لنضرب بطبولنا كي لا يبقى بلد أسيرا أو إنسان ولا غيوم ذرية ولنهب كل ما نملك من مال وملك وفكر وروح ولتغدو أشعارنا طريق حريتنا الكبيرة.
موسكو 22 يناير 1962م

قد يعجبك ايضا