سجل مكانك يا يمن
أحمد الكاف
> لوطننا الغالي مكانته الحضارية والثقافية والإنسانية بين الأمم والشعوب ومنذ الأزل عرف بأنه حضاري بين دويلاته المتعاقبة على أسس ديمقراطية سليمة يشهد بذلك التاريخ وما ورد في القرآن الكريم عن قصة الملكة بلقيس لخير شاهد حين ورد إليها كتاب نبي الله سليمان عليه السلام التزمت الشورى طريقا والحكمة خيارا «يا أيها الملاء افتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون» صدق الله العظيم أسلوب حضاري استخدمه اليمنون أهل الحكمة في إدارة شؤون وطنهم مستلهمين من الماضي دروسا وعبرا «لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور». فماذا كان عاقبة كفران هذه النعمة طبعا التشتت والضياع وزوال هذه النعمة.
بيد أن اليمنيين استفادوا أيضا من القصتين آنفة الذكر والقصص الأخرى في حياتهم فكانت واحدية الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر قوة للتلاحم الوحدوي لإسقاط نظام الأئمة واجبار المحتل على الرحيل كما كانت واحدية ثورة التغيير سبيلا للتغيير المنشود وإعادة بناء الدولة المدنية الحديثة كما مثل واحدية الحوار مخرجا للخروج بالوطن من أزماته وإعادة بنائه بمشاركة الجميع واتفاق الكل وبتواصل فعاليات الجلسات الختامية للحوار الوطني الشامل والاتفاق على تنفيذ مخرجات الوطن سجل اليمنيون صفحة أخرى من صفحات نظامنا الشوروي الديمقراطي المعهود منذ القدم والمتواصل جيلا بعد جيل كما يسجل الوطن عهدا جديدا من حضارته المتجددة لبناء دولة مدنية حديثة شيدها الاجداد وكأول حضارة إنسانية عرفتها البشرية قائمة على التعايش السلمي والتواصل الاجتماعي والقبول بالآخر ولعل العالم أجمع يشيد بنا معلنا سجل مكانك يايمن بين الأمم والشعوب المتحضرة.
