بحق السماء .. انحنوا ..!!

عبدالخالق النقيب

مقال 


 - 

    سنؤجل أحلامنا الذاتية ونمنحها موعدا آخر للحياة.. 
    في أيام كهذه لم يعد بمقدورنا إطلاق الأمنيات النبيلة في فضاء يكتظ بضجيج سياسي مخبول يشوش على بقاء

a.alnageeb@yahoo.com

سنؤجل أحلامنا الذاتية ونمنحها موعدا آخر للحياة..
في أيام كهذه لم يعد بمقدورنا إطلاق الأمنيات النبيلة في فضاء يكتظ بضجيج سياسي مخبول يشوش على بقاء ذهنيتك الوطنية صافية صرنا مثل الغريق بلا طوق نجاة نصارع من أجل البقاء وليس لك من ذنب سوى أنك اكتشفت نفسك تعيش في بلد صار عليك مقاومة خطايا ساسته وتجاوز العثرات التي يسكبها الزمن أمامك دفعة واحدة أن تقاوم كل شيء حتى تستطيع الاعتزاز بوطن أنت محسوب عليه.
نلج العام الجديد ونحلم فقط أن نسافر بالوطن إلى المكان الذي يليق به ويليق بوجودنا الإنساني أن يكون الوطن بخير سيصبح كل شيء بخير كم يستحق منا هذا الوطن أن ننحني لأجله لنتخلى عن كبريائنا ومصالحنا المغرورة الواهمة نحن الآن نشكل حاضرنا ونرسم مستقبلنا أيضا نناقش تفاصيل دقيقة عن حياتنا وحياة أجيالنا التالية نتحدث عن وطن نشترك ونتشارك في صياغته ونكاد أن نفرغ من بناء تشكيلاته ومقوماته.
حري بنا أن نتعقل الوقت يمضي ولا متسع إضافي للزمن لنهدره في حبك المناورات المرحلة لا تصلح للتذاكي على بعضنا غير مقبول أن تتحول اللحظة إلى مسرح تنتج لنا خلاصة من الدهاء والقدرة على التحكم بالمشهد ومؤشراته ثمة من يعمد إلى (الكلفتة) لتمرير صوري لكل أوجاعنا الماضية والحاضرة والمستقبلية معا وثمة من يتلكأ اعتباطا ويمضي في مراوغاته وتلكؤه بزمن مفتوح .
انحنوا للوطن أن نستكين له يعنى أننا سنختلف لأجله ومن أجله سنختلف بحكمة واتزان نختلف لنتفق وسنتفق حتما الوطن يحتاجنا نحن وليس بحاجة إلى مرجعية مستوردة بديلة.
أفكر ما الذي بوسع المثقف والكاتب والأديب فعله وبإمكاننا إيصال غزارة ما نشعر به من ارتباط وجودي بالوطن ليدرك الساسة ومعهم المعتوهون ماذا يعني “وطن” وما يختزله من قيم وأرض وتاريخ وإنسان ليتلاشى العبث والعته الهستيري إزاء قضايا لها ارتباط بمصير أمة وصولا لمآرب أنانية وأطماع نفعية استثمارا للحظة الفارقة بما تحمله من جدل وتباين وانتقال ونزعة ثورية كل ذلك يجب أن يتوقف..!
بحق السماء كفوا عن تهريجكم الكئيب وانحنوا للوطن جميعنا سنستريح..

قد يعجبك ايضا