متى سأراك سالما يا وطني¿

سمية محمد محرم

 - 
علمني أبي بأن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن وهي التي تروي تربته فتنبت أبطالا يصنعوا المعجزات وأن الوطن ليس الأرض وليس البحر وليس البر بل هو الحياة .. فرسمته في

علمني أبي بأن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن وهي التي تروي تربته فتنبت أبطالا يصنعوا المعجزات وأن الوطن ليس الأرض وليس البحر وليس البر بل هو الحياة .. فرسمته في مخيلتي وطن الأماني والنور .. لم أكن أعلم بأني سأقابل سارقي الأماني والفرح وبأن هناك جانبا دامس الظلام يختفي خلف ذلك النور .. و أن هناك من يتاجر بالموت فيسلب منا الحياة .. في هذه اللحظة تخنقني العبرات وتتوه العبارات فلا أجد من الكلمات ما يسعفني أو يعبر عن مدى حزني فإن القلوب لتدمي والعيون لتدمع حين نشاهد المسلم يقتل أخاه المسلم فأين هو الإسلام وأين الرحمة والإنسانية أي قلب هذا الذي يستهين بأرواح أولئك الذين خرجوا من منازلهم ليؤدوا بكل أمانة واجبهم الإنساني فيموتون ميتة الأبطال الأحرار .. وأسفاه يا وطني فقد كنت تحمل بين ثناياك رجالا عشقوا الموت ليمنحوا غيرهم الحياة أما اليوم فهناك رجال انعدمت فيهم كل معاني الرجولة .. فهم لم يقدروا ذلك اللباس العسكري الذي كان يعني لنا الأمن والأمان لطخوه بأياد تقطر من دماء شهدائنا الأبرار فصرنا اليوم ننظر إليهم بخوف فنحن لا نعلم هل هم حماة الديار ذوو القلوب الطاهرة أم هم من يقال عنهم الثعالب الغادرة الماكرة .. لكنهم سيذوقون ما أذاقوا غيرهم وبنفس الأيادي التي غدروا بها سيغدر بهم .. فقد صدق جيفارا حين قال مثل الذي باع بلاده وخان وطنه كمثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص لا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه .. حقا لا أعرف ماذا أقول فما زالت المشاعر تتصارع في داخلي بين وطن أحبه بكل جوارحي وبين وطن ممزق مزقه الحقد واللاإنسانية .. فيالسخرية القدر فبالأمس كنت أناجي الطائر اليمني بالعودة أمام اليوم فأقول له .. آسف فعشنا لم يعد بأمان .. لكننا نأمل من حكومتنا أن تبني لنا غدا مشرقا ليمحي آلام الجرح من صفحة الوطن الحزين وفي الأخير نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرفع عنا من البلاد ما يؤذينا وأن يلهمنا من العلم الصالح ما ينجينا وأن ينجينا من العلم السيئ ما يردينا وأن يرزقنا من اليقين ما يهون علينا مصائب الدنيا .. فمتى أراك سالما يا وطني¿.

قد يعجبك ايضا