فوضى الجامعة .. ماذا بعد ¿

خالد الصعفاني


 - .. في " غاغة " ما يجري في بلادنا هذه الأيام ضربت تلافيف العقل عندي أنباء ما جرى ويجري في جامعة صنعاء .. ذلك الصرح الأكاديمي المقدس , والذي للأسف لم يعد موقعا لتجسيد حتى قيم الاحترام بين من قصدوا أن يكونوا وفق أفلاطون النخبة ..
خالد الصعفاني –

.. في ” غاغة ” ما يجري في بلادنا هذه الأيام ضربت تلافيف العقل عندي أنباء ما جرى ويجري في جامعة صنعاء .. ذلك الصرح الأكاديمي المقدس , والذي للأسف لم يعد موقعا لتجسيد حتى قيم الاحترام بين من قصدوا أن يكونوا وفق أفلاطون النخبة .. وللتذكير فيوم 25 سبتمبر أي قبل يوم واحد من الذكرى 51 لاحتفالاتنا بعيد الثورة سبتمبر خرج العديد من طلاب الجامعة وحوطوا مبنى رئاسة الجامعة وكان في رأس حربة هذا الحراك الجامعي اتحاد الطلبة .. حاصروا 30 عالما من أساتذة الجامعة وفقا للدكتور سنان المرهضي نائب رئيس الجامعة لساعات وخلال هذه الساعات العديدة تم التواصل مع وزارة الداخلية ورئاسة الوزراء وكانت النتيجة حضور ممثلين كانت حلولهم ” ما فيش داعي للحوشة .. الدنيا سلامات ..وكل واحد يصلح سيارته ” وللأسف عاود الإضراب وعاد المشهد وإن كان بثوب مختلف مؤخرا..!!
.. ولنا أن نتخيل أي هيبة وأي قدر وأي قيمة تصبح للدكتور في رأس الطالب الذي لم يعد يفصله عن تظاهر رجل الشارع الأمي أو البلطجي “المبهذل” إلا ملبسه الذي يأتي وفقا لصيحات الموضة أو متناسقا مع لون العسيب و”الغترة” .. تخيلوا أي عنفوان ضال يقود اتحاد طلبة فاقد للشرعية منذ 15 عاما وفقا لرئاسة الجامعة ,على اعتبار أن الانتخابات الخاصة باتحاد الطلبة لم تجر ربما منذ جرت قبل تخرجي من الجامعة عام 1999م ..
.. الأكيد أن حراك الجامعة ليس عفويا ولن يكون لأن هناك من يحرك خيوط الطلاب من الخارج .. الأساتذة في أنفسهم منقسمون انقسام علماء وخطباء اليمن أيام الأزمة .. وكل واحد يتأبط شعار ” قلايتي أو الديك ” مع علم الجميع بأنه لم تعد القلاية صالحة للأكل ولا الديك حيا .. ولأن الضرب بين الطرفين غدا فوق وتحت الطاولة فإنه لا أفضل من باقي عقل حكومي يفصل في الاشتباك على قاعدة ” قم للمعلم ” أولا ثم “لا ضرر ولا ضرار” ثانيا .. أما أن يقال للدكتور أنسى وقد عايش ” الهزورة ” في حضرة الدكتوراة فإن الأمر فيه اجتزاء مضر وتقدير مخل وسوء فصل لا يزيد الطين إلا بلة ولا يضيف للهشيم إلا زيتا..
.. ومع تقديري الكامل لكل أساتذة الجامعة الفضلاء جدا , يمكنني اعتبار البعض منهم دمى في أيدي أحزابهم يمارسون تحزبا أعمى وحزبية مضرة فوق اعتبارات أن الأستاذ عالم متخصص وموجه أكاديمي ومعين يجب ألا ينضح إلا خيرا ونبلا وعلما .. ومع تقديري لأهمية دور اتحاد الطلبة وقد عملت معه لسنوات الجامعة يمكنني التأشير على البعض الذين تحولوا إلى “ربطيات” باسم الطلبة و”فتوات” يفترض ألا يعيشوا في أروقة الجامعة ولا يستظلون بأشجار علمها النبيل الزاهي .. وإلا كيف نفسر تهجم هؤلاء على أساتذة كنا نرتجف أثناء الحديث معهم وكنا نهابهم لما سبقونا إليه من علم وفكر ومعرفة ..
.. ما نراه من ضعف وهزال في أداء وقداسة الجامعة هو امتداد لضعف المنظومة التعليمية بدءا من المدرسة التي تسهم في فك الخط واستجلاء البدايات الأولى للعلم .. لكن الضعف في التعليم الأساسي والثانوي يبني الطالب في حين يبني التعليم الجامعي والعالي البلد للمستقبل .. وانكسار الأخير يعني بالضرورة نكسة الأول ويعلنها بكل وضوح ” على البلاد السلام “..!

khalidjet@gmail.com

قد يعجبك ايضا