في وداع فقيد الوطن اللواءيحيى محب النبي

عميد ركن متقاعد/ أحمد محمد مشرح



لقد عرفت اللواء الركن المهندس يحيى محمد محب النبي في عام 1973م عند تعيينه رئيسا لعمليات الكتيبة الخامسة مدرع بمحافظة البيضاء وبعدها قائدا للكتيبة وتدرج إلى أن تعين قائدا لمحافظة البيضاء وقائد للكتيبة في نفس الوقت.
لقد عرفناه أبا وأخا وقائدا وكان له أدوار لا تنسى وعلاقات واسعة مع أبناء المحافظة لما عرفوا عنه من سجايا وقيم وأخلاق فلما تجدها في قائد عسكري.
إن دوره في محافظات البيضاء كان فعالا ونشيطا وذا همه عالية رغم الظروف الصعبة وطبيعة الأرض ووعورتها كونها سلاسل جبلية متواصلة وطرق وعره وحرائق هنا وهناك.. وكانت محافظة البيضاء مترامية الأطراف ملتهبة بحكم موقعها الجغرافي بين شمال الوطن وجنوبه فقد شهدت البيضاء أحداثا تخريبية وتوترا مستمرا وكانت مشاكلها كثيرة ومتعددة.
لقد كان اللواء محب النبي يواجه كل تلك الأحداث بكل حكمة وبصيرة وجدارة لما فيه من الملكات العظيمة رغم شحه الإمكانيات والعتاد والتسليح وقلة الدعم ونقص التأهيل.
بعد ذلك تعين اللواء المهندس محب النبي في سلاح المدرعات ثم قاد لسلاح الصيانة واستطاع أن يبني هذا سلاح الصيانة من الصفر حيث قام بتوفير الكوادر الفنية وبناء المنشآت والمستودعات الفنية والإدارية التي كان لها دور كبير في تغذية وإمداد الجيش اليمني بالمركبات وقطع الغيار والصيانة من خلال إرسال الفرق الفنية الميدانية إلى جميع قطاعات الجيش.
وكذلك أنشأ قاعدة الإصلاح المركزية بهدف تطوير العمل الفني وإصلاح المعدات الثقيلة حيث كان له الدور الأبرز في ازدهار سلاح الصيانة من خلال جذب الخبرات الفنية المحلية والعربية والأجنبية.
وفي عام 1985م ابتعث في منحة دراسية إلى جمهورية العراق لمدة أربع سنوات ثم عاد إلى الوطن ليكمل ما بدأه وعند قيام الوحدة المباركة في عام 1990م تعين نائبا لرئيس هيئة الأركان للشؤون الفنية والتسليح ثم ملحقا عسكريا في روسيا.
لقد عانى اللواء الفقيد في آخر حياته من المرض حتى لقي ربه راضيا أيام عيد الأضحى المبارك “يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي” صدق الله العظيم.
تعازينا لأبناء الفقيد وأهله وجميع محبيه وأبناء الشعب اليمني بهذا المصاب الجلل.
رحم الله اللواء المهندس الفقيد يحيى محب النبي وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.