بين ميندوزا وغنيمة !!!

عبد الرحمن بجاش

 - تأكد لدي الآن وبما لا يدع للشك مجالا أن السياسي إذا لم يقرأ الرواية فلن يكون سياسيا فذا لأنه سيكون بدون خيال والسياسي الفذ - مش أي سياسي  - بدون خيال كالشجر
تأكد لدي الآن وبما لا يدع للشك مجالا أن السياسي إذا لم يقرأ الرواية فلن يكون سياسيا فذا لأنه سيكون بدون خيال والسياسي الفذ – مش أي سياسي  – بدون خيال كالشجرة التي لا تثمر !!! وبما يتعلق بالصحفي ..فالصحفي الذي لا يدمن قراءة الرواية سيظل قلمه عقيما , وهذا عليه أن يعلن على الملأ انه بحاجة إلى وظيفة أخرى , فالصحفي بلا خيال يكون أي شيء الا ان يكون صحفيا !!! , بين أرض ميندوزا والكويت اكملت بالامس الاول ليلا , رحلة بين الفلبين والكويت من أجمل رحلات العمر , وكل ما اقتربت طائرتي من أرضية الهبوط تمنيت للرحلة أن تطول . الرواية ( ساق البامبو ) والروائي سعد السنعوسي من الكويت …وفي طائرة الذهاب والاياب رحلت مع هوزيه أو عيسى قبل الميلاد وبعده , مع جوزافين وميرلا وآيدا واينانغ تشانغ وبيدرو كان معنا , وفي طائرة الذهاب إلى الفلبين عرفت خوزيه ريزال بطل الفلبين القومي ولوبا… لوبا… زعيم المسلمين الفلبينيين من قاوم الاستعمار الاسباني – في معركة كتان الشهيرة – الذي ظل 300 عام وسمى تلك الأرض بالفلبين نسبة إلى الإمبراطور فيليب , ورفضت التعرف إلى أبو سياف لأنه لا يمثل روح الإسلام جوزافين تذهب إلى الكويت لتلتقي راشد الطاروف الذي يتزوجها عرفيا , وفي ليلة مقمرة على ظهر مركب في مياه الخليج يزرع في أحشائها عيسى تيمنا بكبير بيت الطاروف أو هوزيه على الطريقة الفيليبينية , ويستشهد الطاروف في حرب الخليج الأولى من أجل تحرير الكويت , تكون جوزافين قد ذهبت بهوزيه الصغير إلى ارض ميندوزاالجد وتظل على أمل أن يتحقق وعد الطاروف بإعادة نبتته أو ساق البامبو إلى الكويت , وهذا ما تم فقد ذهب غسان ليعيد ابن صديقه لتكشر العادات والتقاليد المجتمعية عن أنيابها , تقف الجدة غنيمة ونورية العمة في وجه الفيليبيني القادم الذي يفترض أن يضيع من حياة بيت الطاروف وإلا لن يتزوج أحد منها إذا علم الجميع أن الطاروف أنجب من الخادمة جوزافين …..وحدها خولة الأخت من انتمت إليه, يا الله ما أجملها رواية حين تنعث الواقع هناك وهناك – أكرر هناك وهناك – مثل الجريدر الذي يحفر الأرض ….., تصور الحياة عمق الحياة في الكويت والفلبين بأسلوب آسر ولغة رفيعة لا يقدر عليها سوى الراوي سعود …..هنا فقط احفز من يريد أن يغوص في تلك الجزر ولؤلؤ الخليج فليقرأ ……إما أجمل ما استفدت – هذه ستضحككم – أنني بدأت أعالج ركبتي من الخشونة مثلما عالج هوزيه ركبة جدته غنيمة التي لم تقبله في دارها خوفا من لسان المجتمع …….لاكتشف أيضا أن بين ميندوزا وغنيمة مساحة شاسعة تنبت فيها كل السيقان ……..

قد يعجبك ايضا