المسرحيون والادباء يناقشون واقع المسرح اليمني وتطوره
خليل المعلمي
وكيل الثقافة لقطاع الفنون والمسرح:
لدينا استراتيجية لتطوير المسرح اليمني لعشر سنوات قادمة
المشاركون يدعون الجهات الرسمية والشعبية إلى دعم هذا القطاع وإيجاد الحلول الممكنة للارتقاء به
نظم اتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين فرع صنعاء أمس في بيت الثقافة حلقة نقاشية حول “واقع المسرح اليمني وتطوره” بمشاركة عدد من الأدباء والكتاب والمهتمين بالمسرح.
وتناول وكيل وزارة الثقافة لقطاع الفنون والمسرح ملامح ومبادئ استراتيجية تطوير المسرح اليمني في المرحلة القادمة وكيفية الانتقال بالحركة المسرحية إلى واقع أفضل لإحداث التغيير في وعي وثقافة المجتمع.. داعيا إلى تكاتف الجميع من كتاب ومسرحيين وفنانين ومسؤولين إلى عقد ملتقى بين المسرحيين لمناقشة واقع المسرح اليمني وتطوره.
وقال الوكيل: لقد قمنا بإعداد هذه الاستراتيجية لتطوير المسرح اليمني خلال العشر السنوات القادمة.. وقد راعينا القدرات المالية والإمكانيات المادية وسنعمل على البناء الصحيح لهذا القطاع من خلال إعادة ترميم وصيانة كل المواقع الصالحة للعروض المسرحية من جديد لتصبح مؤهلة لتقديم العروض كما نسعى إلى تطوير البنية التحتية والبحث عن التمويل اللازم لبناء وتطوير مسارح جديدة.
وأضاف: نتمنى على القطاع الخاص في بلادنا المشاركة في تنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال تمويل المشاريع الثقافية من إقامة المنشآت وتمويل الأعمال المسرحية وسيجد التشجيع والتسهيل من قبل الجهات الرسمية.. مثمنا جهود في دعم صندوق دعم التراث والتنمية الثقافية.
وقدم الأستاذ حسن اللوزي ورقة حول رائد المسرح اليمني الأستاذ الراحل محمد الشرفي قرأها نيابة عنه جميل مفرح نائب رئيس فرع الاتحاد بصنعاء استعرض فيها الدور الريادي البارز للراحل في التأسيس للمسرح اليمني الحديث ورفده بالأعمال المميزة التي شكلت فاصلة بارزة في مسيرة المسرح .
حيث قال الاستاذ اللوزي في ورقته عن الشاعر والمسرحي الراحل الكبير محمد الشرفي : إن وجع الألم الذي يشعله النبأ من أول وهلة يتحول إلى دوامة من الآلام التي تعتصر الأحاسيس كلها حتى يظن الإنسان المتألم بنفسه الظنون من كل ما يعتريه وما يشبه فقدان الكلام.. والعجز عن التعبير وفقدان القدرة حتى على البكاء والنحيب.. كثيرا ما واجه البشر مثل تلك الحالات.. وغاصوا فيها بل وغاصت بهم في الساعات الداكنة.. والغيوم المتحجرة في العيون.. وجيشان الغيث الرحيم لا شك أن ذلك كان حال الكثيرين مع فاجعة المواجع المركبة.. الأليمة.. والمريرة مع معاناة مرض ورحيل المغفور له بإذن الله الأديب الكبير والشاعر الثائر ورائد المسرح اليمني المعاصر الأستاذ محمد حسين الشرفي وما زالت امتدادا لما قدمه رائد المدرسة المسرحية الأول علي أحمد باكثير رحمه الله.. وما زالت بيانات النعي وكلمات وكتابات وقصائد الرثاء تتوالى محنية الظهر.. عاجزة عن الوفاء بحقه بعد ارتقائه إلى الرفيق الأعلى.
واضاف قائلا: وبعد أن حقق الراحل الجليل اكتماله في ذمة الله سبحانه وتعالى وفي ذرى التاريخ الأدبي والثقافي والفني المشرق الذي خطه بأحرف إبداعية خالدة.. وبإنتاج باق لا يموت ستظل باسقة أشجاره العالية وارفة الثمار في كل الحقول التي حرث فيها وزرع وسقى وكتب وأعطى فأخصب.. في الشعر والأدب.. كما في المسرح والإعلام وفي عمق الثقافة اليمنية الجديدة والسلك الدبلوماسي كما في المواقف الوطنية والثورية الحاسمة.. والجهاد الاجتماعي في نصرة حقوق شقائق الرجال وقد جعل له في كل ذلك أسفارا متميزة له وبصمات خاصة به.. تفرد بها عن سواه يرحمه الله ويوسع عليه من نعيمه.
فيما ناقشت أوراق ومداخلات المشاركين وهم المخرج أمين هزبر والمخرجة المسرحية انصاف علوي والكاتب منير طلال والمخرج مبخوت النويرة واقع المسرح اليمني وما يعيشه الفنان المسرحي وطموحاته وآماله خاصة مع تولي الكاتب المسرحي عادل ناصر منصب وكيل وزارة الثقافة لقطاع الفنون والمسرح.
وأكد المشاركون في الندوة التي ادارها الناقد عبدالرحمن مراد أن واقع المسرح اليمني يعتبر واقعا صعبا خلال المرحلة التي تعيشها الحركة المسرحية في بلادنا وأن الحديث عن هذا واقع المسرح اليمني يعتبر حديثا عن واقع المسألة الثقافية في بلادنا.. مؤكدين أهمية المسرح الذي يعتبر أهم الفنون الجماهيرية والإبداعية في نشر الوعي الثقافي بين أفراد المجتمع.
ونوهوا إلى ضرورة تبني القطاعات الرسمية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والمثقفين والمسرحيين والفنانين للمسألة الثقافية والإبداعية في بلادنا وضرورة إعداد خطة ممنهجة لتطوير المسرح اليمني وإيجاد الحلول الممكنة للارتقاء بهذا الفن.. مشيرين إلى أن عقول المبدعين وحياتهم لا تقدر بثمن فهم يقدمون عصارة أفكارهم وأعماله