في ذكرى الاستقلال

حسين محمد ناصر


 -  في 30 نوفمبر 1967م انتزع أحرار الحركة الوطنية في عدن الاستقلال الوطني المجيد بعد نضال شاق دؤوب قدمت فيه الحرك الوطنية بمختلف تكويناتها ومسمياتها المئات من الشهداء الأبطال الذين رووا بدمائهم الزكية شجرة الحرية ومهدت تضح

> في 30 نوفمبر 1967م انتزع أحرار الحركة الوطنية في عدن الاستقلال الوطني المجيد بعد نضال شاق دؤوب قدمت فيه الحرك الوطنية بمختلف تكويناتها ومسمياتها المئات من الشهداء الأبطال الذين رووا بدمائهم الزكية شجرة الحرية ومهدت تضحياتهم الطريق لتحقيق يوم النصر والاستقلال وقدمت الآلاف من الجرحى المناضلين في كل مواقع الاستبسال ومعارك التحرير.. في المدن والقرى والجبال والسهول وكانوا جيشا طليعيا من الفدائيين في الجبهة القومية والتحرير والتنظيم الشعبي وغير هذه الجبهات وقبلهم أبناء الشعب العظيم الذين كان لهم مساهمة خالدة في تحرير الوطن من براثن الاستعمار البريطاني البغيض.
وقبل هذا اليوم المجيد 30 نوفمبر الذي نحتفل بذكراه “46” بعد أيام قليلة كانت هناك العديد من الرؤى والبرامج والأسس النظرية التي تحدد اتجاهات نضال الشعب من أجل الوصول إلى يوم الاستقلال وكانت الجبهة القومية سباقة في تحديد تلك المنطلقات الفكرية التي يشكل أهمها “الميثاق الوطني” المقر في المؤتمر الأول للجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل المنعقد في الفترة بين (22- 25) يونيو 1965م.
لقد سلط “الميثاق الوطني” الضوء على خلفيات الأحداث التي شهدتها المنطقة منذ عام 1839م وما بعده والمقاومة الشعبية للاحتلال بدءا من 1936م و37 و46 في العوالق السفلى وقبائل ردفان عام 1918م و48 و57 والصبيحة عام 1941م وحضرموت والمهرة “44 و51 و52 و61م” وبيحان والفضلي أعوام 45 و56 و57م وغيرها من المناطق الملتهبة والمقاومة للوجود البريطاني وبسبب ذلك واجهت وتحملت شتى أصناف القصف والخراب والإبادة والدمار من طائرات وسلاح الاحتلال في تلك الفترات المبكرة من النضال الشعبي المسلح غير المنظم وقيم الميثاق تجربة تلك المقاومة وأبرز نواقصها وسلبياتها في عدم وجود أداة ثورية طليعية لقيادة الجماهير وتوجيه وتنظيم طاقاتها بهدف مواجهة المستعمر وإجباره على الخضوع لآمال وتطلعات الشعب في نيل الاستقلال وكذا لوجود نظام رجعي إقطاعي إمامي كان يهيمن على الشطر الشمالي من الوطن استطاع أن يجير ويسخر الهبات الثورية المسلحة الشعبية في سبيل فرض شروط ومصالح ومصالحات سياسية مع الاستعمار بعيدا عن تبني وتنظيم تلك النضالات من أجل تمكين الشعب في الجنوب لنيل استقلاله وتوحيد الوطن.
كما كان لانحصار الحركة الوطنية في عدن بشكل أساسي ونضالها السلمي عبر البرامج والفعاليات المختلفة الأثر الكبير في تقوقع نشاطها على مسكان المدينة وعدم امتداده آنذاك إلى مختلف مناطق الجنوب.
وشمل الميثاق الوطني تحليلا لأوضاع الحركة الوطنية وتجربتها وأوضح أن السبيل الوحيد للتحرر من الاستعمار هو طريق الكفاح المسلح منوها إلى تجارب عربية سابقة اتخذت من هذا الأسلوب نهجا لها في مقاومة وطرد المستعمرين ونالت بغيتها وحققت أهدافها الثورية.
وأشار إلى تكوين “الجبهة القومية” من عدة منظمات وطنية هي حركة القوميين العرب في الجنوب وتشكيل القبائل والجبهة الناصرية والتنظيم السري للضباط والجنود الأحرار وجبهة الإصلاح اليافعية والجبهة الوطنية والمنظمة الثورية لأحرار جنوب اليمن المحتل مؤكدا بالنص على “أن أول شهيد في المعركة المسلحة ضد الاستعمار بقيادة الجبهة القومية هو أول من فتح النار على العدو محددا انطلاق الثورة الشاملة إلى كل مناطق الجنوب وأن الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة وكل الشهداء الذين لم يبخلوا ببذل الروح في سبيل الوطن يستحقون كل آيات التمجيد والخلود”.
لقد أبرز الميثاق الوطني موقف الأحزاب السياسية من الثورة وحدد أيضا أهداف الثورة المجيدة على المستوى الداخلي والخارجي.
وفي التناولات القادمة وبمناسبة ذكرى الاستقلال سنبرز كثيرا من جوانب “الميثاق الوطني” الذي شكل الأساس النظري لثورة 14 أكتوبر والجبهة القومية.

قد يعجبك ايضا