يا مرور العاصمة يا¿

د/ عبدالله الفضلي

 - 
إذا كانت العاصمة صنعاء تعيش واقعا مريرا تعيسا وسيئا وحادا واختلالا أمنيا واضحا فما بالنا بالمحافظات الأخرى حيث تعيش العاصمة فوضى مرورية غير مسبوقة لم نشاهده في أية عاصمة عربية كما تشهد شوارعها غيابا شبه كلي وشبه يومي للمرو
د/ عبدالله الفضلي –

إذا كانت العاصمة صنعاء تعيش واقعا مريرا تعيسا وسيئا وحادا واختلالا أمنيا واضحا فما بالنا بالمحافظات الأخرى حيث تعيش العاصمة فوضى مرورية غير مسبوقة لم نشاهده في أية عاصمة عربية كما تشهد شوارعها غيابا شبه كلي وشبه يومي للمرور ورجال المرور الذين تغيرت صورهم وأداؤهم لواجباتهم والتزاماتهم وتواجدهم في الشوارع منذ عامين تقريبا وكنا في العامين الماضيين نلتمس للمرور وغيابه عن الشوارع أعذارا كثيرة نتيجة لإغلاق معظم الشوارع ووجود المتاريس والمظاهر المسلحة والفوضى وعدم احترام رجال المرور من قبل بعض الفوضويين والمتنفذين والمسلحين .
ولكن ومنذ بداية عامنا هذا (2013) تحسنت الصورة في العاصمة وتم فتح معظم الشوارع وترميمها وسفلتتها ورفعت المتارس والمظاهر المسلحة وباتت حركة المرور في شوارع العاصمة أكثر ضجيجا وزخما وزحاما واكتظاظا في كل شارع وفي كل حارة وفي كل منطقة وقد لاحظنا أن المرور ورجال المرور قد اختفوا من الشوارع وتلاشى وجودهم وتناقصت أعدادهم من كل الجولات والإشارات المرورية وأصبح وجودهم غير منظور وغير ملاحظ إلا فيما ندر ويبدو أنهم قد استرخوا وأصابهم الكسل والخمول والوهن وأعياهم التعب وإذا وجدنا في بعض الجولات أو الشوارع بعض رجال المرور فهي حالة استثنائية وسرعان ما يختفي هؤلاء عند الساعة الثانية عشرة ظهرا خاصة حينما تكون الشوارع في ذروة الزحام والاكتظاظ والإرباك الذي يصل إلى قمته في تلك الساعة ونلتفت يمينا وشمالا فلم نجد أحدا إلا وقد طار رجال المرور من أمام الإشارات والجولات ولم يعد لهم وجود ولكم أن تتصوروا أو تتخيلوا كيف الحالة المرورية في تلك الساعات الحاسمة أمام الإشارات الضوئية بعد مغادرة رجال المرور لأماكنهم.. إنها قمة الفوضى والإرباك والإحباط واليأس من وجود المرور لحل تلك الإرباكات والفوضى ولا ندري أين يذهب رجال المرور وأين يقضون أوقاتهم بعد الساعة الثانية عشرة ظهرا وهم آلاف مؤلفة يتقاضون من الدولة عشرات الملايين كمرتبات شهرية مقابل الخدمات المرورية حسب الجداول المعدة والمحددة لهم بالأيام والساعات وبالتالي لا نجد لضباط المرور أثرا أو من يتابعهم أو يتمم عليهم في أماكنهم حتى انتهاء نوبتشية كل فرد منهم بالإضافة إلى غياب المعقبين من الضباط والمراقبين لأداء واجبات رجال المرور.
فإذا كان هذا يحدث في العاصمة صنعاء التي يسكنها عشرات الآلآف من الأجانب وهي تعيش هذه الفوضى المرورية والغياب الواضح للمرور في تنظيم حركة السير فما بالنا بأوضاع المرور في المدن اليمنية الأخرى .
لقد نام المرور نومة لن يصحو بعدها أبدا طالما وزارة الداخلية نفسها نائمة ومسترخية وطالما أن الإدارة العامة للمرور نائمة ومسترخية فإن ضباط المرور والأفراد سينامون ويسترخون فلا نلوم جنود المرور الذين يسلكون سلوك الكبار.
لا يمر يوم من أيام الأسبوع إلا ونشاهد أهوالا ونعايش ونعاني أوقاتا مريرة وعسيرة أمام جولات وإشارات المرور خاصة بعد الساعة الثانية عشرة ظهرا حيث تتحول الإشارات المرورية إلى خناقات واكتظاظات وشتائم ولعنات متبادلة بين سائقي السيارات حينما تشتبك سياراتهم مع بعضها بعضا.
إن تنظيم المرور وتسهيل عملية سير السيارات في الشوارع على مدى 24 ساعة دون غياب أو استرخاء هو من أهم مظاهر وجود الانضباط والنظام في الدولة حيث يحكم الأجانب على وجود أنظمة وقوانين داخل الدولة من خلال تواجد رجال المرور أفرادا وضباطا وهم واقفون ليل نهار يؤدون مهامهم وواجباتهم على أعلى درجة من اليقظة والانضباط والتواجد المستمر .
فمتى سيعود المرور ويتواجد في الشوارع على مدى 24 ساعة لمواجهة الزحام والفوضى وتسجيل المخالفات وحل الإشكالات التي تحدث بين سائقي السيارات نتيجة التجاوزات والاستهتار بقواعد المرور ولوائحه وقوانينه. ويبدو جليا أن الإدارة العامة للمرور في بلادنا لا تواكب التطورات ولا تواكب الأعداد المتزايدة من المركبات والشاحنات والسيارات مختلفة الأشكال والأحجام والدراجات النارية والتزايد السكاني المخيف بالإضافة إلى توافد عشرات الآلآف من المواطنين من خارج العاصمة بسياراتهم ومركباتهم وشاحناتهم . فهل من مجيب.

قد يعجبك ايضا