الكسوف..¿
أحمد إسماعيل الأكوع
> قدرة الله سبحانه أن جعل كسوف الشمس في أول يوم من أيام السنة الهجرية ولله الحمد الذي جعل الشمس والقمر من آياته لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن يخوف الله بهما عباده إذا تركوا الدين وواجباته وتجاوزوا حدود الله وانتهكوا حرماته فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا وتصدقوا حتى ينكشف ما بكم وأقرب ما يكون العبد إلى ربه في صلاته وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن العبد إذا تاب وأقلع عن سيئاته ومن تاب وآمن وعمل صالحا فذلك ممن يبدل الله سيئاته بحسناته وما أكثر الأدلة على أنه لا إله إلا الله في أرضه وسماواته “ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون” وصلاة الكسوف ركعتان في كل واحدة منهما قيامان وركوعان ويسن تطويلهما بكثرة التسبيح وتلاوة القرآن قال العلماء ويندب أن يقرأ في القيام الأول بمقدار سورة البقرة وفي الثاني بمقدار سورة آل عمران وفي الثالث قدر سورة النساء وفي الرابع قدر سورة المائدة كما ثبت ذلك من فعل سيد بني الإنسان وتكون القراءة جهرا في الخسوف وسرا في الكسوف وكون الصلاة في المسجد أفضل منها في البيوت وليحضرها النساء والصبيان وبعد الصلاة تلقى على الناس خطبتان ويؤمرون بالتوبة وكثرة البر والإحسان.
في وداع العام الهجري
لقد أتى العام الهجري الجديد وقد انتهى العام السابق وبما كان فيه من عمل صالح وآثام قد جفت الصحف ورفعت الأقلام والملائكة الكرام وهم الكتاب الشهود على جميع الأنام والحسنة بعشر أمثالها والسيئة بواحدة ونقول هنيئا لمن أحسن واستقام وويل لمن أساء وأرتكب الإجرام والمجرمون يعرفون بسيماهم وكل لحظة من عمر الإنسان تمر عليه فهي جوهرة لا قيمة لها ولا ثمن بالدنيا وما فيها من الحطام لو اجتمع الناس كلهم على أن يردوا عليك نفس ما مضى من حياتك ما استطاعوا فلا تفرط فيما بقي لك من أيام وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين.
كم ولد في العام الماضي من عظيم وكم مات فيه من عظيم وكم ولي فيه وعزل من كريم ولئيم وكم غني فيه من فقير معدم وافتقر فيه من غني كبير وسقط من زعيم وكم عزل من ذليل وذل عزيزا وتقدم من قديم وتأخر من قديم في الشرف وحميم وحوادث الزمان لا تحصى بحسبان وربك كل يوم هو في شأن فعال لما يريد وهو الحكيم العليم يرفع قوما ويضع آخرين فيؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء وبيده الموت والحياة والتأخير والتقديم “أفرأيت من متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمنعون وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وما كنا ظالمين” صدق الله العظيم.
شعر في الكسوف والخسوف..¿
يقال للشمس الكسوف والخسوف
لقمر أما الصلاة للكسوف
إذا أردتها فهي ركعتان
لها والركوع مرتان
من الزوال للضحى فانتبها
ولا أذان لا إقامة لها
أما الخسوف لا جماعة لها
بركعتين ركعتين صلها
وقيل في البيوت قال مالك
بجامع صلاتها كذلك.