أي مستقبل في ظل تدهور التعليم¿

صولان صالح الصولاني

 - العلم يبني بيوتا لا أساس لها
والجهل يهدم بيوت العز والشرف
اعتقد شخصيا أن هذا البيت الشعري واضح المعنى والمغزى منه ولا يحتاج إلى
العلم يبني بيوتا لا أساس لها
والجهل يهدم بيوت العز والشرف
اعتقد شخصيا أن هذا البيت الشعري واضح المعنى والمغزى منه ولا يحتاج إلى تفسير أو تحليل أو تأويل ومن يدعي فينا عدم سماعه له يتكرر على مسامعه أو عدم رؤيته موثقا في كتب ودواوين الشعر أو مكتوبا بالخط الواضح والعريض على حيطان وجدران بعض المدارس والجامعات فهو أما أصم وأبكم وأعمى في آن معا أو أنه يكون بذلك قد كذب على نفسه أولا ومن ثم على الآخرين.
كما لا يوجد هناك فينا أيضا من يشكك في حقيقة أن الاسم الذي اطلق على أول سورة نزلت في القرآن الكريم جاء بصيغة الأمر “اقرأ” أما الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث وتدعو الناس للتزود بالعلم والاغتراف من مناهله فما أكثرها ولا يمكن أن ينكرها ويجهلها إلا جاهل وجاحد وتائه في مهاوي الضياع والفساد.
كذلك الحال إذا سئل أحدنا أو سأل عن السبب الذي أوصل دول العالم المتحضر في عصرنا الراهن إلى ما وصلت إليه من رفعة ونماء وتطور وازدهار فلا يمكن أن يجيب أو يجاب على ذلك بغير كلمة “العلم” التي بوضعها هنا كإجابة تكون قد أعفت السائل والمسؤول ذكر السؤال مرة أخرى.
ولكن من المؤسف جدا في بلادنا أنه لم يعد حاليا يخفى على المسؤولين في الدولة ومعهم رؤساء وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية والمشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية البارزة والمؤثرة في الدولة والمجتمع على حد سواء بأن وضع التعليم الحكومي في البلاد بشكل عام متدن وسيئ للغاية ويتدهور عادة نحو الأسوأ عاما بعد آخر إلا أن أحدا لا يتطرق للموضوع أو ينظر إليه بعين الاعتبار أو حتى يعير مشكلة التعليم أدنى اهتمام يذكر من باب استشعار وتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه أمام الله والوطن والشعب كون الأمر متعلقا بمصير ومستقبل وطن وأجيال بكاملها لأن مسألة النظر والتطرق من قبل مسؤولينا الكرام لمشكلة التعليم كغيرها من المشاكل لا تتعدى قيامهم كلا على حدة بتجنب آثار وتداعيات المشكلة ولكن في إطار الأسر التي يعولونها فقط وبما من شأنه أن يكفل ويضمن لأبنائهم وأحفادهم الحصول على بيئة تعليمية مناسبة فتجدهم لتلافي وقوع فلذات الأكباد ضحايا تعليم فاشل اشتهرت به المدارس والجامعات الحكومية دون منازع يحرصون على تدريسهم بمدارس أهلية خاصة وعلى نفقتهم الخاصة وبعد أن يتخرجوا من الثانوية العامة يرسلونهم إلى خارج الوطن مباشرة لمواصلة تعليمهم الجامعي بأي من دول العالم المتحضر إما على نفقتهم الخاصة أو على نفقة الدولة الغارقة في الهموم والمشاكل وذلك عن طريق الحصول لهم على منح دراسية مجاملاتية بحكم نفوذهم وثقلهم في المجتمع وفي إطار تبادل المنافع والمصالح الشخصية الذي دأبوا على ارسائه في ما بينهم كمبدأ وقاسم مشترك لا غبار عليه بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية واختلافهم في الآراء والمواقف السياسية وما عدا ذلك فإنهم كمؤثرين في صنع القرار وكمسؤولين في إدارة شؤون التعليم والأمن والقضاء بل وإدارة شؤون البلاد والعباد ككل يتعايشون جنبا إلى جنب مع المشاكل والأزمات التي يكتوي بنارها الوطن والمواطن اليمني البسيط بصفة عامة بطريقة سلسة عنوانها “الدعممه وعدم الرفض للآخر” وكأنهم بذلك يجسدون التعايش السلمي بين الأمم اللهم لا حسد.
وفي الأخير يبقى رسم وصياغة وصناعة المستقبل المشرق والمنشود للوطن وأجياله مجرد وهم وحلم بعيد المنال إذا لم يتم انتشال التعليم الحكومي من وضعه السيىء الذي يمر به حاليا والارتقاء به مهما حلم الحالمون وتغنى المتغنون بذلك في بلادنا والأمل كل الأمل يظل معقودا على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتوصياته وقراراته المتعلقة بخصوص “قضايا التعليم والتنمية” ومدى وصولها إلى حيز التنفيذ والعمل بموجبها مستقبلا.

قد يعجبك ايضا