بين خلافاتنا وخلافاتهم!!
محمد العزيزي


يخلق الله من الشبه أربعين ومن المصائب المئات وما أشبه الليلة بالبارحة .. ها نحن نتابع ومنذ أسابيع أزمة الموازنة الأمريكية وصراع الوجود والتنافس الحزبي بين الحمار والفيل الجمهوري والديمقراطي الاستعراض الحزبي والأغلبية البرلمانية حاضرة تحت شعار «هأنا ذا» خاصة عندما يحتدم الخلاف بين تجار السياسة ورعاتها من الأحزاب.
> ما يحصل هذه الأيام وما سبقها من معارك حزبية أمريكية خالصة خلاف بين حكومة أوباما الرئيس والأمريكي والديمقراطي وأغلبية أعضاء الكونجرس «البرلمان» من الحزب الجمهوري حول اعتماد الموازنة الضخمة للحكومة للعام القادم 2014م وما حملته هذه الموازنة من إلتزامات وديون مالية مستحقه للغير مثل التعهدات والمساعدات وديون أمريكا للمنظمات الدولية كالأمم المتحدة وغيرها مما جعل الرئيس الأمريكي يكرر ويحذر من كارثة اقتصادية ودعا الجمهوريين إلى التصويت على الموازنة.
> تصوروا أننا – نحن اليمنيين – نشبه بمشاكلنا الأمريكان قد يقول البعض وما وجه الشبه في هذه المشاكل ¿!! أقول إن وجه الشبه في هذه القضية الأمريكية اليمنية أن نفس مشكلة الموازنة حصلت العام الماضي في اليمن وكأن الأمريكان أرادوا أن يقلدوا اليمنيين من يتذكر معي عندما شب الخلاف بين الحكومة اليمنية ومجلس النواب وصل حد الحنق والتهديد بسحب الثقة بسبب الموازنة وارتفع سقف الخلاف والصراع حولها كل له تفسيراته وحججه ومبرراته ما استدعى تدخل الرئيس عبدربه هادي رئيس الجمهورية لحل الخلاف بين الطرفين وتصويت البرلمان على الموازنة بكل علاتها وشوائبها.
> ما أريد قوله أن الأمريكان لا يقلدون تجربة اليمن باعتبارنا نحن أصحاب هذه البدعة لأن الفارق بين الموقفين بيننا وبينهم أن خلاف الأمريكيين حول الموازنة ليس من باب المناكفات السياسية القذرة أو لتحقيق أغراض شخصية أو حزبية ولكن الخلاف لأجل أمريكا والأمريكيين والاقتصاد لأن الكثير من شركات ومصانع إنتاج السلاح تضغط على الحكومة لسداد الديون التي استدانتها الحكومة خلال حروبها ورفضت هذه المصانع إيقاف التصنيع والإنتاج الحربي الذي يدمرنا نحن العرب لأننا الوحيدون الذين نشتري السلاح ونستخدمه ضد أنفسنا وبالتالي إيقاف اعتماد الموازنة قد يتسبب بـتسريح الموظفين وإيقاف عمل مؤسسات الدولة والتنمية بشكل عام.
> نحن في البلدان العربية – واليمن على وجه الخصوص – خلافتنا ليست من شأن التصحيح وإصلاح ماأفسده خصمه ولا لأجل التضخم الصناعي أو إيقاف إنتاج المصانع في مختلف الصناعات وبالتالي سيقف التصدير للعالم وتتضرر التنمية ويرتبك السوق العالمي وبتأثير نتيجة الخلاف على الموازنة كما هو حاصل الآن في أمريكا.
أو ربما تتأثر قطاعات الدولة ومؤسساتها ولذلك السبب في الحقيقية أن كل هذه القطاعات الحكومية اليمنية هي في الأصل معطلة ولا إنتاج فيها والدليل عام 2011م توقفت كل هذه المؤسسات بسبب الأزمة ولم تتأثر التنمية ولا موظفو الدولة ولا قطاعاتها لأنها غير منتجة في حقيقة الأمر وهذا هو الفارق بين خلافاتنا وخلافاتهم هم يختلفون وهمهم مصالح الوطن وتنميته وتطوره وأمنه القومي ونحن نختلف لأجل الاختلاف فقط دون هدف يراعي في المقام الأول مصالح الوطن والمواطن.
