“ثـورة أكتوبر واستحضـار قيم النضـال والتـلاحم”.

كتب: المحـرر السياسي.

 - فـي أجـواء مفعمة بالتفاؤل والأمل على طريق انجـاز التسوية السياسيـة التاريخية تـأتي احتفـالات شعبنا بأعياد الثـورة اليمنيـة (سبتمبر وأكتوبر) وإجلاء آخر
فـي أجـواء مفعمة بالتفاؤل والأمل على طريق انجـاز التسوية السياسيـة التاريخية تـأتي احتفـالات شعبنا بأعياد الثـورة اليمنيـة (سبتمبر وأكتوبر) وإجلاء آخر جنـدي بريطاني مـن عــدن الباسلة في 30 نوفمبر عام 1967م مكـللة بالانتصار على تبعات الماضي والتأسيس لمستقبل جديد يقوم على الشراكة المجتمعية الحقـة.. وكـلها محطات وطنيــة مضيئــة كـان فيها لليمنيين شرف الاعتزاز ببذل أغلى التضحيات للتخلص من الحكم الأمامي البغيض في الشمال و إنهاء النظام الأنجلـواــ سلاطيني فـي الجنـوب واللذين ظـلا جاثمين على الوطن ردحـا طويلا من الزمن أذاقا فيه أبناء شعبنا كـل صنوف القهــر والاستبداد والعسـف والطغيـان حتى تكلل له الانتصار العظيم الـذي أكـد صلابـة إرادته في قهر المستحيل وتحقيق تطلعات أبنائه في الاستقلال والوحدة والنماء.
وإذ نعيـش هــذه الأيام أفراح استحضار دلالات ذكرى انتصار إرادة اليمنيين في تفجير شرارة ثورة الــ14اكتوبر المجيدة من على جبال ردفان الشماء فإننا بذلك إنما نحتـفي بقيم البطولة والتضحية و الفـداء والتقاء السـواعد والقلوب على جبهات الاصطفاف والاستبسال ضد الاستعمار البريطاني الذي أذاق شعبنا في الجنوب صنوفا من الذل والقهر والاستبداد والذي تهاوى أمام صمـود أبناء الوطن في واحدة مـن أبرز ملاحـم البطولة ضـد الأمبرطورية التي لم تكن تغرب عنها الشمس.
أمـا وقـد اكتمل العقد الخامس للثورة الأكتوبرية المجيدة فإنها تجيء متزامنة مع سياقات وطنية تنشـد الخلاص من تداعيات الأزمة فضلا عن تزامنها كذلك مع المساعي المبذولة لتهيئة الأرضية المشتركة للتعايش الوطني وعلى قاعدة العدل والحرية و المساواة والنظر إلى مستقبل الوطن بعين متحررة من عقد الماضي وبرؤية ثاقبة تتجاوز مكامن القصور والسلبيات التي طبعت الفترات السابقـة من عمر الوحدة المباركة جراء السياسات الخاطئـة وبما يفضي إلـى صياغـة عقد اجتماعي جديد يقوم على الشراكة الوطنية وتعميق معاني الأخـوة والمحبة والألفة والمصير الواحد على ما عداها من مصالح أنانية نفعية ضيقة خاصة وأن ملامح مخرجات التسوية السياسية تضمن للجنوب أكثر من تلك الضمانات التي واكبت قيام الوحـدة المباركة عام 1990م ومن ثـم اتفاقية العهد والاتفــاق عام 1994م ..وهي الحقيقة التي يؤكد عليها دوما الأخ الرئيس عبـدربه منصـور هـادي في سياق جهوده الوطنية المخلصة لتوحيد الرؤى وحشد الطاقات وصولا إلى مخرجات آمنه للحوار الوطني والتي ستنعكس إيجابا على استقرار ورخاء شعبنا العظيـم.
ولا شـك أن المخـاضات التي اجـترحها رجالات الثـورة اليمنيـة فـي سöـفـر مجـرى المتغيرات الهائلة التي أحدثتها في واقع المجتمع قد نجحت في إثرائه أحيانا وأخفقت أحيانا أخرى لكنها في مجمل الأحوال صنعت واقعا جديدا أتاح أمام اليمنيين التأسيس لتجربة جديدة في التحرر والبناء والانفتاح على قاعدة من الإجماع الوطني والتأييد الأممي.
وهـا نحن اليوم -وبتضافر كافـة القوى الوطنية- نضع اللبنات الأولى لترسيخ أسس بناء الدولة المدنية الحديثة عبر مؤتمر الحوار الوطني الشامل المدعوم اقليميا و دوليا وبهدف التوصل إلى مخرجات تضمن مبدأ الحقوق المتساوية وانفاذ العدالة الاجتماعية خاصة وأن مخرجات التسوية الراهنة قد أعطت المسألة الجنوبية حقها الكامل من المشاركة الفاعلة والعادلة في السلطة و الثروة وعلى نحو غير مسبوق منذ إعادة تحقيق وحدة الوطن فضلا عن رفع المظالم وتصويب الأخطاء والسعي الجاد لتطبيق العدالة الانتقالية والتأسيس لسلطة النظام والقانون الذي يتساوى تحت ضلاله كل أبناء الوطن دون انتقائية أو تمييز أو استثناء.. وكل عام واليمن في استقرار ونماء وازدهار.

قد يعجبك ايضا