الآن يحصحص الحق …
عبد الرحمن بجاش

نحن الآن في مفترق طرق … صحيح أننا استهلكنا هذه العبارة حتى قتلنا روحها ‑‑‑‑‑‑‑‑, لكن اللحظة تستدعي العبارة بل وتستدعي الحكمة التي لا نريد القول أنها سرقت خلال 51 عاما من ثورة ناضل من أجلها اليمنيون من جيبوتي مرورا بالحبشة وأعماق البحار وبلاد الاغتراب وقوفا في عدن التي تحملت بل كانت بداية حلم الناس ومحطات في تعز ليترجم الجيش رغبة اليمنيين , الآن ليس وقت القيل والقال أو تسجيل المواقف ( أنا قد قلت ما حد سمعنيش ) .. لا .. إذ لأول مرة بالفعل اليمنيون في مفترق طرق , فإما أن يختاروا الاتجاه الصحيح أو فقل هو الضياع الأبدي , لا نريد أن نقول استحضروا روح مستهلكي الثورة إياهم من يطلون بوجوههم كلما همت البلاد بالخروج إلى العلن الحقيقي الذي هو المستقبل ¿, بل استحضروا روح سعيد علي الأصبحي , وأحمد حسين النجار من حدة ببني مطر والذي أسماه الأصبحي محمد عبد الواسع أو أطلق عليه صفة البطل , فقد كان دينامو الحركة الوطنية في المهجر وتحديدا في السعودية , استحضروا روح أحمد ومحمد الكحلاني , والأحمدي وكل مناضلي الشعب اليمني على الجبهة الجنوبية , واستحضروا روح اليمني الأصيل حين تقدمون على تقرير مصير البلاد , فاللحظة لحظة اتخاذ القرار الكبير فإما أن تكونوا بحجم اليمن أو تضلون بحجم الفندق !! وشتان بين الأمرين !! , الشارع الآن يتوجه ليس بنظره بل بروحه وصبره وجلده فإما أن تكونوا بحجم حلمه وإلا فلتذهبوا مع الريح !! , الآن يحصحص الحق فإما أن تكونوا وكلاء للشعب اليمني وتتخلوا عن وكالة أحزابكم وزعمائكم ومصالحكم أو فلتذهبوا من ذاكرتنا إلى الأبد , الآن ليست القصة تسجيل الأهداف في مرمى الخصم بل هي جردة الحساب الوطنية , والوقت ليس وقت المزايدة فقد تعبنا من ملاحقة الوجوه الكالحة التي كلما شعرت بأن مصالحها ستمس استحضرت الشعارات الرنانة .. الثورة … الوحدة .. وهي واقسم بالله لا تدري عنهما سوى ما يضاف إلى الجيوب جيوبا !! الآن .. الآن .. الآن .. إما أن تكونوا .. أو تكونوا …. إما أن تكبروا بحجم الجبال , أو تظلون بحجم تجار الشعارات , والناطقين الصغار باسم مصالح الأشخاص الذين قهرونا ويصرون على أن يظلوا متسيدين المشهد , الآن يحين موعد استحقاق الساحات ومسيرة الحرية و لن يحين موعد بعدها إلى الأبد … أو على الناس أن يستعيدوا وبقيادة واعية فعلهم الموؤود ……..
