لنبحث عن القواسم المشتركة بيننا

عبدالله علي النويرة


 - اختلاف الآراء وتنوع الرغبات وتعدد الرؤى والأفكار وتضارب المصالح سمة من السمات البشرية التي يجب علينا أن نقر بوجودها ذلك أن لكل إنسان رغباته وتطلعاته وآراءه
اختلاف الآراء وتنوع الرغبات وتعدد الرؤى والأفكار وتضارب المصالح سمة من السمات البشرية التي يجب علينا أن نقر بوجودها ذلك أن لكل إنسان رغباته وتطلعاته وآراءه وهذه هي طبيعة الفطرة البشرية التي فطر الله سبحانه وتعالى بني البشر عليها ولا يمكن أن تجد في هذه الحياة تطابق كامل بين الناس حتى الاخوة التوائم لا بد وان تجد بينهم فروق في الطبائع والرغبات حد التضارب والاختلاف وتلك سنة الله في الأرض منذ أن خلقها وحتى يوم الدين.
هناك أثر لا أعلم هل هو صحيح أم لا وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم «اختلاف أمتي رحمة» وبالرغم من عدم معرفتي بصحة الحديث من عدمه إلا انه يصلح ليكون مدخلا للقول بأن علينا أن نقبل بمبدأ الاختلاف في ما بيننا لأنه من المستحيل بشكل قطعي أن نتفق في ما بيننا على كل شيء وبدون أن نقبل بمبدأ الاختلاف فإننا سنكون قد طالبنا بأن نكون ملائكة مقربين وهذا ما لا يمكن أن يكون.
إن القبول بالرأي والرأي الآخر هو ما يمكن أن يكون صمام أمان لنا جميعا ذلك أن هذا الأمر يوجد في نفس الإنسان تقبل لما يريده الطرف الآخر ثم بعد ذلك يكون هناك مجال واسع لكي يتم تبادل الآراء والأفكار وتوضيح الرغبات وعمل ما يمكن أن يسمى الحلول الوسط وبما يحقق الحد الأدنى لكل الأطراف وبما يؤدي في النهاية إلى التلاقي في نقطة تجمعنا وبذلك يتم نزع فتيل الحقد والبغضاء والعمل على الحفاظ على الأمن والسكينة العامة التي ننشدها جميعا.
لقد كان آباؤنا يقولون «من طلب الكل فات الكل» وهذا مبدأ صحيح فمن يريد أن يحصل على كل شيء ويحاول الاستئثار بكل شيء فإنه يصطدم برغبات واحتياجات الأطراف الأخرى ويؤدي ذلك إلى حصول منازعات ومشاكل تؤدي إلى فقدان الطرفين لما يريدونه وبالتالي الدخول في متاهات لا يعمل الا الله نهايتها.
كم نحن بحاجة ماسة إلى العقلاء منا ليكونوا هم في المقدمة ويكون لهم القول الفصل المسموع لدى كل الأطراف وهؤلاء العقلاء مناط بهم إيجاد القواسم المشتركة التي تجعلنا جميعا نصل إلى نقطة تتلاقى فيها جميع مصالحنا دون تضارب فيها الآراء والمواقف ودون أن نخرج عن الإجماع الوطني الذي يجب أن يكون هو البوصلة التي توجهنا ويكون له الأولوية على آراء الأفراد والجماعات الصغيرة التي يجب أن تنضوي تحت المظلة الكبرى التي تجمع كل أبناء الوطن.
حفظ الله الوطن من كل مكروه ووفقنا للتقارب في ما بيننا وبما يضمن سلامة الوطن من عاديات الزمن إن الله على كل شيء قدير.
ALnwoirah3@gmail.com

قد يعجبك ايضا