خاطرة..

محمد المساح


 -  يحدث أحيانا.. أن تفترقا أنت وصاحبك كل يذهب لحالة وتعودان اليوم التالي أو الذي بعده وتفترقان في أحد هذه الافتراقات تكون قد مضيت بعض الطريق وهو قد مضى أيضا مثلك بعض
يحدث أحيانا.. أن تفترقا أنت وصاحبك كل يذهب لحالة وتعودان اليوم التالي أو الذي بعده وتفترقان في أحد هذه الافتراقات تكون قد مضيت بعض الطريق وهو قد مضى أيضا مثلك بعض الطريق تلتفت فجأة هكذا وقد اعتراك بعض الحزن أو كله تنظر إلى هيئة صاحبك من الخلف.. لا تقرأ تعبير وجهه حينها.. يأتيك إحساس داخلي بأنه حزين.. وتبدو لك مشيته وهي مكسورة رأسه منحني فوق صدره ينتع الخطوة غصبا عنه يأتيك في الحال شعور بالود تجاهه تود لو تناديه ثم تركض بعده لتشاركه حزنه ينتابك تردد تدفع القدم لتركض والقدم لا تتحرك تستدير ثم تواصل طريقك يكون صاحبك قد غاب في منحنى ثم تتراكض المشاعر في ذهنك تحاول الربط بين هذا الموقف وذاك حين تركك الصاحب لم يكن على وجهه علامة حزن أو مظهر تكدر أو ضيق أو انزعاج تعطف الورقة في الذهن من النظر عيانا.. ذلك الأمر صحيح.. إذا تجد نفسك أنك تختلق مشاعر من خيالك.. تعود تفحص الأمور من جديد.. لكن تعبير عارض ارتسم في وجهه وهو لا يدري.. وأنتم قد شبعتم هدرة ذلك التعبير الذي مر كخطفة لحظة بارقة هما اللذان علقا في الذاكرة الطازجة للتو..
وغمرك حينها ذلك الشعور بالحزن لحزن صاحبك تعاطفا ومشاركة.. في سيرك وأنت تمد الخطوة تليها الخطوة تجد نفسك وقد عبرت مسافة تشكل الطريق بغالبه تتوقف حينها الأفكار في الذهن السابح في الفضاء.. يغيب وجه الصاحب تماما.. ثم تهنئ نفسك على تلك الطريقة في التذكر والتوهان كيف التهمت الطريق بتلك السرعة.. يلامسك قليل من الندم على أنك لم تشاهد ما يحيط بالطريق من عبر بجانبك¿ من تجاوزك¿ ثانيتين من الزمن.. أكثر من ثواني.. أكثر من دقائق.. ويعود وجه صاحبك ماثلا من جديد.. لا تعرف حينها هل كان حزنك على حزنه أم حزنك الخاص وأسقطته على صاحبك¿ ثم تغني بصوت واهن.. حزني حزنك يا صاحبي ثم تتوقف قدماك أمام الباب وتستدرك أليس حزنك أنت.

قد يعجبك ايضا