الصيانة الغائبة للطرق!!
خالد أحمد السفياني

أصبحت اليمن تمتلك شبكة طرق كبيرة تمتد بطول وعرض البلاد باعتبار أن هذه الطرق البرية هي ركيزة عملية للتنقل والانتقال بين محافظات الوطن المختلفة وهي الخيار الوحيد المتاح على الأرض وتقدم خدمات جيدة ومتميزة في استيعاب حركة المسافرين والبضائع والسلع وربط المحافظات اليمنية ببعضها البعض لتشكل العنوان الأبرز لعطاءات الثورة وأهم إنجازات الوطن خلال العقود الماضية على صعيدي التنمية والخدمات.
الطرق مفتاح التنمية: والطرق تعرف بأنها شريان الحياة كونها تمثل حلقة الوصل بين المناطق والمحافظات والمديريات وهي أساس وركيزة التنمية والبناء والتطور وهي مفتاح عملية التنمية التي تنطلق إلا بوجودها وحقيقة القول أن شبكة الطرق الحالية تمثل الشيء الكثير والنسبة الكبيرة من حجم الاحتياج للطرق خاصة وأن الطرق الرئيسية أضحت تربط اليوم مختلف محافظات اليمن ببعضها البعض وبدأت تدشن مرحلة جديدة بتنفيذ شبكة الخطوط والطرق الاسفلتية على مستوى المديريات لخلق مناخ أفضل وخدمات أكثر توسعا وفتح آفاق أوسع للحياة كون هذه الطرق هي عامل أهم لانتعاش الحياة وتطورها على كل المستويات «المحافظات المديريات العزل».
ومن المعروف أن هناك طرقا رئيسية تم تنفيذها في وقت مبكر لربط بعض المحافظات كما هو عليه الحال في «خط صنعاء- الحديدة» الذي نفذ قبل الثورة أو خطي «صنعاء- تعز» «صنعاء- صعدة» اللذان نفذا بعد قيام الثورة لكن يمكن القول أن شبكة الطرق الرئيسية تطورت كثيرا خلال العقدين الاخيرين بعد قيام الوحدة المباركة لتضيف واقعا أفضل لخدمات الطرق في اليمن عن ذي قبل.
صيانة الطرق ضمانة استمرارها:
أن المأمول ليس أن تقدم هذه الطرق خدماتها لليوم أو غد أو سنوات قليلة مقبلة فحسب بل يعول عليها أن تستمر في تقديم خدماتها لسنوات طويلة وعقود زمنية مقبلة ولذلك فإن الحفاظ عليها وحمايتها وضمان سلامتها واستمرار خدماتها لا يتحقق إلا في ظل صيانة فعلية ودائمة خاصة إذا ما علمنا أن العمر الافتراضي لخطوط الطرق بين «25-30» سنة إلا أن صيانة هذه الطرق وحمايتها يحقق زيادة في عمرها الافتراضي ضعف المدة المحددة والذي هو ما نحتاج إليه فعلا في هذا البلدو ولذا عمدت الدولة منذ قرابة عقدين على إنشاء صندوق لصيانة الطرق له موارد مالية دائمة وله مخصصات وموازنات سنوية لصيانة هذه الطرق لكن من المؤسف القول أن هذه الموازنات والمخصصات السنوية يستفاد منها في أعمال ومهام أخرى مخالفة أو تستنفد تحت مسميات أو أعمال صيانة وهمية على مستوى المحافظات وأضحت عملية صرف واستنفاد هذه المخصصات المالية الغاية الأساسية لفروع الطرق والجسور في المحافظات في الوقت الذي لا تحظى فيه الطرق الرئيسية الكبرى التي تربط جنوب البلاد وشمالها وشرقها وغربها بقلب البلاد والعاصمة صنعاء بأبسط الاهتمامات أو حتى ببعض الترقيعات وأعمال الصيانة ولو أخذنا مثلا «خط صنعاء- تعز» أو «خط الحديدة- صنعاء» أو «خط صنعاء- صعدة» لوجدنا أن هذه الخطوط اضحت في واقع سيئ وازدادت الحفريات والحفر فيها وتقلصت مادة الاسفلت وانخفضت كفاءتها في استيعاب حركة المرور فيها لتعكس اهمالا كبيرا ومزمنا وانعدام أعمال الصيانة لها فكيف يكون الحال عليه لعشرات مشاريع الطرق الأخرى البعيدة عن الواجهة والتي بعضها لم تحظ بصيانة مطلقا منذ تنفيذها.
إنني اجزم أن غالبية المسافرين في الطرق الرئيسية في عموم الوطن يلحظون أن ثمة غيابا مزمنا لعملية الصيانة في هذه الطرق.
جهات معينة: إن وزارة الاشغال العامة والطرق والمؤسسة العامة للطرق والجسور وصندوق صيانة الطرق جهات ثلاث معنية بصيانة الطرق وتسخير الموازنات والمخصصات المحددة لعملية الصيانة في مهام عملية وصيانة واقعية تعيد للطرق الرئيسية رونقها وسلامتها وتكفل الحفاظ عليها بما يضمن استمرار خدماتها بدلا من أن نرث بعد سنوات عددا من الطرق المتهالكة التي تتطلب موازنات ضخمة لإعادة جاهزيتها مجددا وكما قيل أن الوقاية خير من العلاج فالصيانة للطرق خير من مشاريع التقوية المستمرة لها إلا أن يكون المسؤولون حريصين على تنفيذ مشاريع التقوية لهذه المكاسب من ورائها فذلك شيء آخر وللوطن رب يحميه.
