في بهو سعير فاخرمن النسيان..!
بلقيس احمد الكبسي
ولجته قسرا تجرها أيادي القهر إلى بهو سعير لا معالم له ..! ترافقها إغفاءة زاخرة تتهدج على مشارف الوجع تحفها جرعة مخدرة من ألم النسيان تبخرت عند مصراعيها فيض الهمسات الناعسة في حنايا روحها الموجوعة بالحسرة ..! فانمحت عندها كل أحلامها الموثقة بوعود قلم رصاص باهت التوثيق ..!
هدهدتها اليقظة فأفاقت على سراب يتجدل سخرية على امتداد الأفق الأكثر عمقا قدر يشوبه البهتان وصداع يتهدج عنفا حتى نخاعها المثقل بالأسىغط قلبها في حلم عقيم .. فلم تعد تفرق بين ما يؤرق وما يدمي .. فكلهما شرخ..!
وانتهى الإعصار الذي لم يبق سوى وميض إطلالة ما.. وبقايا حكاية بدأت بجملة وانتهت بكلمة وشبه حرف ..! ثورة تمرد تتقدمها.. ويتبعها جنون لا عقل له .. وبركان من سخط هائج لا قيد لتهوره..!
فهمست لسرها بحروف تنزف قهرا وبوح أسير لحنق عظيم يتلو تراتيل الغضب ساخطا يدلي :
” لم تعد الأيام أيامك .. ولا الأوراق تشبه أوراقك ..! ولم يعد للآهات حلاوة شهيقها والزفير .. ! ارتشفها حبر الأمية حد الثمالة ..! حبر أمي لم يقرأ ولم يكتب الحب من قبل ولا يفقه لغة القلوب فلا حبر يشبه حبرك .. ولا حرف يستوعبك .. لم يعد سوى صفحات باهتة من ذكريات مؤجلة .. ولم يعد للكلمات وقعها الساحر أمطرها النعاس .. وبللها الملل.. فأصابها العطب وتاهت في غياهب قلب معطل وعقل مشيد ..!”
ولم يعد للحظتها سوى زمن كسيح يزحف نحوها بحرقة مزمنة ولا شيء يذكر سوى ذاكرة كتاب منسي ووله شقي أصابه شيخوخة نسيان عابر من جرح ينز غورا ..! يختبأ مابين اللب والفؤاد فما بين الولاء والانتماء هوة قلب سحيق..!
