الزاهد النبيل

حسين العواضي


 - لا أحد مثل صاحب - الدكان - الذي على يميننا يكتب بحرفية وشغف عن الأماكن .. والذكريات .. والأشخاص.
 يسحر القراء ويغريهم ويخطفهم راغبين فيتركنا - مبورين - محتارين لا زبون يسأل عن بضاعتنا ولا عابر تثيره سطورنا.
> لا أحد مثل صاحب – الدكان – الذي على يميننا يكتب بحرفية وشغف عن الأماكن .. والذكريات .. والأشخاص.
> يسحر القراء ويغريهم ويخطفهم راغبين فيتركنا – مبورين – محتارين لا زبون يسأل عن بضاعتنا ولا عابر تثيره سطورنا.
> ينبش – عبدالرحمن بجاش – بحصافة .. ويفتش بتأن وروية ثم يتذكر بحرص ومحبة ويصف بذكاء ودقة.
> فتنساب عباراته عذبة سلسة عفوية صادقة ذات إيقاع بسيط تأخذك إلى بعيد في رحلات ممتعة لا تود لها أن تتوقف.
> يشدك عموده الصحفي برفق وألفة إلى المقهى أو الحارة .. أو القرية .. أو المدينة .. فتجلس معه .. وتطرب لصحبته ويزيد أن يدفع عنك حساب مشروبك الساخن.
> زد أن دكانه مفتوح على مدار الأسبوع وأن بضاعته نقية شهية متنوعة لا سموم فيها .. ولا وجوم .. بعيدة عن رجس السياسة .. وقريبة من تطلعات الناس وهموهم.
> نفسي والحرقة تعصر قلبي أن استعير ريشة – عبدالرحمن – وأتقمص موهبته واستعير قدراته للكتابة عن أماكن عشقناها .. وأشخاص ألفناهم .. وذكريات لم تمح بعد.
> كثر الراحلون الأثيرون آخرهم الصديق الحميم الشاعر الأديب اسماعيل الوريث الذي فجعت بخبر رحيله المحزن هذا الأسبوع.
> اسماعيل الزاهد النبيل والضاحك البشوش الأديب المرموق والباحث المجيد والإعلامي الحصيف.
> كل كتاب يصدره يكشف عن موهبته وغزارة علمه أما شعره المرهف فحكاية أخرى من التألق والإبداع.
> تفقدت كلمته الدافئة على غلاف آخر إصداراته .. مع محبتي ووفائي إلى الأبد .. والوفاء من بين سماته الكثيرة التي تحلى وعرف بها إذ ظل صادقا .. ومحبا .. ونقيا .. رحمة الله تغشاه.
> حساسيته النبيلة تجاه الأشخاص .. والأحداث فرضت عليه عزلة قاسية كما يقول الدكتور عبدالعزيز المقالح.
> والدكتور كان من أقرب الأصدقاء إلى قلبه وصداقتهم تمتد على مساحة من الود والإخاء طوال أربعين عاما.
> أخي وأنبل أصحابي ومفتخري
وقوتي ان وهى عزمي ومدخري
أغلى القريبين من قلبي وأكثرهم
حلما وأجدرهم بالحب في نظري
> لم يذكر أحد أن الزاهد النبيل على علو مؤهلاته العلمية وكفاءته البحثية .. وغيرته الوطنية تقلد منصبا يستحقه.
> درس الآداب .. والإعلام .. وأصدر المؤلفات وكان خير ممثل .. وأقدر سفير لفرسان الحكمة والتنوير من آل الوريث.
> من بين بحوثه المتميزة التي ظلت تدرس لطلاب الإعلام .. دراسة منهجية جادة عن الصحافة الساخرة في اليمن .. نال بها درجة التفوق في الدراسات العليا للإعلام.
> في آخر مقابلة صحفية مع الراحل النبيل قال: سأظل أبحث عن مدينة أخرى .. وأناس آخرين .. في كنف الرحمن الرحيم بإسماعيل وإنا إليه جميعا راجعون.
> آخر السطور
للشاعر الكبير الفقيد اسماعيل الوريث
غربت شمسنا وحل الغياب
وطوانا الأسى وجل المصاب
حملوه على الرقاب مهابا
فحنت خشية عليه الرقاب

قد يعجبك ايضا