رهان إجرامي خاسر
كتب/ المحرر السياسي
ليس غريبا أن يقابل الاعتداء الإجرامي الآثم على موكب الأستاذ محمد سالم باسندوة رئيس مجلس الوزراء بمثل هذا الاستنكار النخبوي الشعبي الواسع والتنديد الشديد بمن يقف وراء مثل هذه الأعمال الإجرامية التي لا تستهدف – فقط – حياة وسلامة وأمن رئيس مجلس الوزراء وإنما تستهدف أيضا الإضرار بأمن واستقرار الوطن وتعطيل مسيرة الحوار الوطني القائم فضلا عن مختلف التداعيات التي قد تنجم عن نجاح هذه المحاولات الإجرامية الآثمة لا سمح الله.
ولا شك أن مثل هذه المحاولة الإجرامية – وهي ليست الأولى – لن تثني دولة رئيس الوزراء عن مواصلة عطاءاته الوطنية الخالصة والصادقة في إطار هذه المرحلة الهامة من تاريخ اليمن الجديد.. كما وأنها لن تقف حائلا دون إتمام وإنجاز العمل الوطني الدؤوب سواء في إطار الحل والتسوية السياسية أو في مواصلة بناء الدولة الحديثة وتحقيق تطلعات أبناء الشعب اليمني في إمكانية صياغة عقد اجتماعي جديد يقود الوطن نحو آفاق رحبة ومتطورة تقوم على مبادئ العدل والحرية والمساواة وكفالة حقوق الإنسان والحكم الرشيد.
ولقد جاء تأكيد فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي خلال المكالمة الهاتفية مع الدكتور/عبداللطيف الزياني – أمين عام مجلس التعاون الخليجي – بأن مرتكبي الحادث لن يفلتوا من يد العدالة وبأن هؤلاء العابثين سيتم التصدي لهم بحزم وملاحقتهم وإفشال مخططاتهم الإجرامية بكل ما تحمله من محاولات لتعكير وعرقلة مسيرة التغيير المنشود في هذا الوطن.
إن ذلك رسالة واضحة من قبل القيادة السياسية بأن اليمن سيمضي نحو التغيير الذي يتطلع إليه الشعب اليمني مهما حاول العابثون والمتضررة مصالحهم ارتكاب مثل هذه الأعمال التي سيتصدى لها الشعب اليمني بكل فئاته وستطالهم يد العدالة آجلا أم عاجلا.
ومن نافلة القول أن الرد الحقيقي والفاعل على مثل هذه الاعتداءات الإجرامية وضبط ومعاقبة مرتكبيها لا يقتصر بالمتابعة والملاحقة والضبط فقط وإنما بالإصرار على العمل الوطني المثابر والمتواصل في إطار إنجاز هـذه التسوية التاريخية وتحديدا في سرعة اتخاذ الخطوات العملية والميدانية ذات الصلة بتنفيذ النقاط والمطالب المتعلقة بمعالجة مظالم القضية الجنوبية التي تمثل المرتكز الأساس لحل وتسوية القضية اليمنية برمتها.
وفي نفس الوقت فإننا لسنا بحاجة إلى مزيد التذكير بأهمية تضافر الجهد الوطني وتجاوز الاختلافات الهامشية والسعي في اتجاه استكمال تنفيذ مراحل التسوية السياسية بالنظر إلى ما في ذلك من دلالات على عافية الوطن وتماسك أبنائه فضلا عن أن كل ذلك سيكون بمثابة الرد الحاسم على أولئك الذين يراهنون على إفشال هذه الجهود الوطنية وذلك من خلال محاولاتهم اليائسة لتعكير أجواء الوفاق الوطني وإثارة الفتن والاحتقانات واستهداف الشخصيات والرموز القيادية بين الحين والآخر دون علم منهم بأن محاولاتهم تلك ستسقط على صخرة التلاحم والتوافق.
إن الاستهداف المتكرر لشخص الأخ رئيس الوزراء وغيره من القيادات الوطنية في السلكين المدني والعسكري إنما هي مجرد محاولات يائسة لتقويض عملية التغيير السياسي الإيجابي في اليمن.. وهي محاولات مدانة ومرفوضة ولن تحقق – بالنتيجة – أحلام أولئك الذين لا يزال في قلوبهم مرض من هذا التغيير البناء في إطار صياغة اليمن الجديد.
إجمالا.. وإزاء هـذا العمل الإجرامي وقد أخطأ غايته في استهداف الرمز والدور الذي يتمثله الأستاذ محمد سالم باسندوة رئيس مجلس الوزراء بكل حنكة واقتدار..فلا نامت أعين الجبناء!.