التفاؤل وبناء اليمن الجديد
جميل علي النويرة

يحدو الجميع التفاؤل بأن اليمنيين يسيرون في الاتجاه الصحيح للخروج من مآزقهم وأوضاعهم المزرية التي أوصلتهم إلى عنق الزجاجة خاصة وقد أصبحت جميع الأطراف تسير في الشراكة الوطنية والمسار الآمن للتغيير وفقا لما رسمته المبادرة الخليجية بآليتها التنفيذية المزمنة وهو مسار ليس بالأمر الصعب إذا صدقت النوايا وتوحدت القوى على اجتياز هذه المرحلة بكل مسئولية بما يوصل سفينتنا إلى بر الأمان ولا يتأتى ذلك إلا بالحرص على مستقبل اليمن وأجياله وكف أيادي الفوضى التدميرية التي تراهن على فشل المبادرة وفرض مشاريعها الانتهازية .
لهذا كله يجب علينا المضي قدما لإنجاح التوافق و الوقوف صفا واحدا خلف قيادتنا السياسية ضد الأخطار التي تهدد هذا المسار ومنها مواجهة الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه والتحلي بأعلى درجات الروية والصبر لاجتياز كل العقبات التي تعترض هذا المسار .
ولا يكون ذلك إلا بسل السخيمة من النفوس وإزالة الأحقاد من القلوب والوقوف بجدية أمام البرنامج الحكومي وتهيئة الأجواء السياسية والأمنية للشروع في التنفيذ على أرض الواقع و يقتضي تكاتف جميع الجهود سواء داخل الفريق الحكومي وخارجه وعلى مستوى الأفراد والجماعات وعلى رغم التحديات التي تواجهها الحكومة فإنها لا تمثل حجر عثرة أمام إرادة الجميع بالنهوض باليمن الجديد والأهم في تلك التحديات توفير الموارد اللازمة لدعم هذا البرنامج وتوفير المواد الأساسية والتموينية للمواطنين وتخفيض أسعار المشتقات النفطية وتفعيل الرقابة الإدارية في كل مؤسسات الدولة والتعجيل في تنفيذ التدوير الوظيفي ونعلم علم اليقين أن شحة الموارد عقبة أساسية في وجه هذه الحكومة وهنا يجب على أصدقاء اليمن والداعمين سرعة انتشال اليمن من مأزقه الاقتصادي ويجب على شركاء اليمن توفير التمويل الضروري الذي تحتاجه التنمية في بلادنا وتعول عليه الحكومة في إنجاح برنامجها ولن يكون لنا ذلك إلا بطي صفحة الماضي ونبذ الخلاف وراء ظهورنا ولن ينظر ألينا الداعمون بجدية إلا إذا صدقت نوايا الفرقاء وتوقفت جميع الأطراف عن المهاترات الإعلامية والتشكيك في مصداقية البعض وعندئذ ستفتح صفحة جديدة براقة ناصعة وقوية عنوانها اليمن الجديد وننسى الماضي بكل الآمة ومآسيه وأحقاده ومشكلاته.
ويجب علينا أيضا أن ندرك أن هذه اللحظات تاريخية وحاسمة في بناء اليمن الجديد ويستوجب علينا التعامل مع كل القضايا والصعوبات بإدارة الفريق الواحد والكيان الواحد وخصوصا سد الثغرات والنتوءات التي قد تظهر هنا أو تلوح هناك والنظر بكل تفاؤل وجدية إلى مستقبل زاهر حفظ الله وطننا من كل مكروه.
