أمة فاشلة .. في الحساب
أحمد غراب

خضع العرب لجميع العمليات الحسابية باستثناء عملية واحدة فقط :
– قسمة وانقسموا وصاروا طوائف وأحزابا كل حزب بما لديهم فرحون بأسهم بينهم شديد وكل دولة تتربص بالأخرى وتتمنى لها الزوال.
– طرح وانطرحوا أرضا وصاروا في ذيل الأمم انتاجا واقتصادا وتصنيعا واكثر الدول قتلا وحروبا وانقساما.
– ضرب وانضربوا وسوريا ليست الاولى ولن تكون الأخيرة.
العملية الوحيدة التي لم يخضع لها العرب هي ” الجمع ” وهي تقريبا سبب خضوعهم للقسمة والطرح والضرب بسبب وبغير سبب.
يتوجس العرب خيفة من ضرب سوريا كما فعلوا من قبل في ضرب ليبيا ومن قبلها العراق .
ليست المرة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة ولا الرابعة التي تنضرب فيها دولة عربية لكن يبدو أن الذاكرة العربية لم تعد تحفظ جيدا ” جدول الضرب “.
من لم يحفظ جدول الضرب اليوم سيحفظه غدا عندما يأتي دوره في الضرب.
العرب لم يحفظوا بعد جدول الضرب واصبح ضربهم اسهل من حفظه.
وأصبحنا أمة مضربة من المحيط إلى الخليج من لم يضرب عسكريا يضرب سياسيا او اقتصاديا ¿!!
المدمرات تتسوق في البحار العربية كما يتسوق اصحاب الباصات الفرزة .
الخارطة العربية بأكملها اصبحت مربعا في شاشة حاسوب تستطيع الدول الكبرى بسهولة أن تشير بالسهم على أية دولة تريد وتضرب بأية حجة.
لا خلاف على أن الصمت على ما يحدث في سوريا من جرائم ضد الإنسانية اصبح عارا ما بعده عار ولكن اين العرب ¿ أين صندقة الجامعة العربية ¿
ومن المضحك المبكي أن العرب حتى اللحظة لا يعرفون ما هي الاهداف التي سوف تستهدفها هذه الضربات ¿ وما هو السيناريو المتوقع بعد الضرب ¿ وما هو الدور العربي أصلا في انقاذ سوريا¿
ماذا قدمتم لسوريا غير المزيد من الاختلاف والانقسام والتجاهل ¿!
حتى النازحين السوريين أصبح وضعهم في الدول العربية يبعث على الأسى !
من يشاهد الكم الهائل من التعاطف الذي يظهره العرب في الاعلام ومواقع التواصل والصحف إزاء سوريا ويشاهد الحال الذي يعيشه النازحون السوريون في البلدان العربية يعتقد أن العرب الموجودين في الاعلام والصحف والمواقع والمنابر السياسية والدينية ليسوا اولئك الموجودين في الواقع.
كيف اصبحنا كأمة عربية ظاهرة صوتية كلامية ¿
كيف اصبح بأسنا بيننا شديدا ¿
أذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
