الجيش المصري يا عرب (1-2)
جمال عبدالحميد عبدالمغني

التناولة السابقة خصصناها للجيش الجزائري والعراقي وكيف تم استدراجهما وتحجيمهما والقضاء على معظم قدراتهما.. واليوم سيتم الحديث عن الجيوش العربية المستهدفة أو التي استهدفت ضمن الخمسة الجيوش الأقوى عربيا.
> جاء الدور على الجيش الليبي في بداية ثورات الربيع العربي صحيح أنه لم يكن بمستوى الجيشين السابقين أو بمستوى الجيشين اللاحقين وصحيح أيضا أنه لم يكن جيشا عقائديا أو حتى وطنيا حيث ثبت للعالم أنه كان جيشا عائليا بامتياز حتى أن زبدته أو مركز الثقل فيه كانت تسمى كتائب القذافي وكانت مهمة هذه الكتائب تتمحور حول حماية العائلة القذافية وتكريس حكم الجنون والغطرسة القذافية اللا معقولة لكن المعدات والأسلحة التي كانت تتحكم فيها هذه الكتائب كانت متطورة ومهمة وكان بإمكان ذلك المعتوه المحافظة عليها والمحافظة على نفسه وأسرته لكنه أبى إلا أن ينفذ مخططا ربما لم يكن يعلمه نتيجه لنرجسيته المعهودة بالرغم من المبادرات التي بذلت للحفاظ على جيش ومقدرات البلد وعلى القذافي نفسه والنهاية تدمير كامل للسلاح الليبي العربي والقضاء على القذافي وأسرته واستحواذ الغرب على معظم الثروات الليبية التي نهبها ذلك الديكتاتور وأودعها في بنوك الغرب.
> تبعه مباشرة الجيش السوري العظيم الذي يخوض حربا ضروسا ضد شعبه معتقدا أنه يحمي السيادة السورية وفي الحقيقة هو يقدم خدمة لا تقدر بثمن للعدو الإسرائيلي المتربص ناهيك عن أن الجيش الإسرائيلي ينفذ بعض الغارات لتدمير ما يصعب على ما يسمى بالجيش الحر تدميره وأقصد بعض المواقع الحساسة التي قصفها الطيران الإسرائيلي أكثر من مرة خلال الفترة الماضية منذ احتدام الصراع قبل أكثر من عامين والغريب في الموضوع أن الدول العربية الفاعلة لم تتقدم إلى اليوم بمبادرة قوية وصادقة لحقن دماء السوريين والمحافظة على القوة العسكرية السورية ولا بد من الإشارة إلى أن القيادة السورية كان بإمكانها في البداية تقديم مصلحة سوريا والأمة من خلال تقديم بعض التنازلات المرحلية كتعديل الدستور والدخول في غمار الديمقراطية الحقيقية والسماح بإنشاء الأحزاب وإجراء انتخابات وتسليم السلطة قبل أن يدس الأعداء أنوفهم ويخلطوا الأوراق ويصبح الموضوع بالنسبة للقيادة السورية والجيش السوري عبارة عن مسألة حياة أو موت بعد سقوط مئات الآلاف ما بين قتيل وجريح وانهيار الاقتصاد وتحجيم القوة العسكرية السورية بشكل لا يخدم الا إسرائىل وأعداء الأمة.
> وبالأمس القريب بدأت اللعبة تقترب شيئا فشيئا من آخر المعاقل العربية الحصينة والمجاورة للعدو الإسرائيلي أعني الجيش المصري الذي ضرب أروع الأمثلة في المحافظة على ثورة 25 يناير وحمى الشعب وسلم السلطة بعد انتخابات حرة ونزيهة حمى لكن المؤامرات على العرب لم تتوقف واستغلت بعض الأخطاء التي ارتكبها الأخوان خلال فترة لم تزد عن العام والتي لم تكن تستدعي ما قام به الجيش المصري والمؤسسة الأمنية بدءا من عزل الرئيس وانتهاء بفض الاعتصامات بالقوة والاعتقالات المستمرة فيا حكماء العرب اصلحوا بين الفرقاء واحقنوا الدماء وحافظوا على آخر الجيوش العربية الكبرى.
